كتاب يرصد ملامح التجربة عند شعراء ينتمون إلى الجيل التسعيني صدر هذه السنة (2011) عن شركة مطابع الأنوار المغاربية بمدينة وجدة المغربية كتاب أعده وقدم له الشاعر والناقد المغربي ميلود لقاح، واختار له من العناوين " قراءات في التجربة الشعرية الجديدة بشرق المغرب". يقع هذا الكتاب في 89 صفحة، ويضم قراءات في تجربة شعراء يقول عنهم الشاعر ميلود لقاح إنهم:" شعراء يبدعون في صمت، تجاوزوا الأفق المغربي ونشروا إبداعاتهم في منابر عربية وازنة، بل منهم من نشر ديوانا كاملا في دار نشر عربية بالقاهرة، حيث لقي قبولا حسنا. وأشعارهم تعكس ذلك النضج الفني وتلك الثقافة الواعية بالعملية الإبداعية. ويمكن اعتبارهم امتدادا طبيعيا وصحيحا لحركة الشعراء السبعينيين، يشتركون معهم في عدد من النقط منها: الحرص على سلامة اللغة، واعتماد القصيدة العمودية والتفعيلية مع امتلاك حس عروضي رفيع، والنضج الفني الذي يتطور شيئا فشيئا، والجمع بين الثقافتين القديمة والحديثة. ويضيف محددا أسماءهم:"هؤلاء الشعراء هم محمد غرافي والطيب هلو وعلي العلوي وميلود لقاح وقد رأيت أن تجمع بعض المقالات التي تناولت تجاربهم بالدراسة لتكون مرجعا للدارسين والطلبة وجمهور الشعر". وبالمقابل أدرج الشاعر ميلود لقاح في هذا الكتاب قراءة تحمل عنوان "ديوان لن أرقص مع الذئب، وجه من وجوه أزمة الشعر في المغرب"، التي يقول عنها إنها:" شهادة واضحة على التجارب الشعرية الفاشلة شكلا ومضمونا في المنطقة الشرقية، ويتعلق الأمر بتجربة يحيى عمارة التي يمكن اعتبارها من أردأ التجارب الشعرية في تاريخ الشعر المغربي، يشهد على ذلك ديواناه " فاكهة الغرباء " و" لن أرقص مع الذئب". وفي هذا المقال يرصد الدارس مواطن الضعف في ديوان يحيى عمارة في مستويات عدة: اللغة، الصرف، العروض، والإملاء". وفي رأي الشاعر ميلود لقاح، تعود أسباب هذا البؤس الشعري الذي يعد يحيى عمارة أبرز وجوهه، إلى كون "أن نصوص أغلب الشعراء الجدد لا تتكئ على مقروء غزير ولا تعكس جهدا فنيا يستحق الاهتمام، بل هي نصوص تعكس ضعفا كبيرا على مستوى الشكل والمضمون، وثاني هذه الأسباب أن الأصوات الفاشلة لا تقابل بما يجب أن تقابل به، أي بالتوجيه والنقد الموضوعي الصريح والنصيحة، بل إننا نجد من يقدمها إلى الجمهور واصفا نصوصها بما ليس فيها"، ولقد استدل على ذلك بمقدمتي عبد السلام بوحجر لديوان "مقام الصدى" لمحمد ماني وديوان "زهور وأشواك" لمحمد زرهوني، وبمقدمة مصطفى السلاوي لديوان "ويكون عشقه النور" لمحمد زروقي. وعن الهدف من نشر كتاب "قراءات في التجربة الشعرية الجديدة بشرق المغرب" يشير الشاعر ميلود لقاح "إلى أن الكتاب جاء ليكون لبنة صغيرة تحاول ملء جزء صغير من فراغ كبير يتمثل في غياب الكتب النقدية التي تدرس التجربة الشعرية الجديدة في شرق المغرب".