علمت جريدة “العمق” أن شركة متخصصة في استخراج وبيع الرخام شرعت في استخلاص المادة المذكورة من موقع لغشيوات بإقليمالسمارة والذي يعد واحدا من أهم مواقع النقوش الصخرية بالمغرب والتي يعود أصلها لفترة ما قبل التاريخ. الشركة المذكورة لم تعر اهتماما للقيمة الثقافية والأثرية لموقع لغشيوات الذي تم تصنيفه أكبر موقع للنقوش الصخرية في شمال إفريقيا، وباشرت أشغالها ذات الأهداف التجارية، غير مكترثة للأضرار التي يمكن أن تلحق الرصيد الحضاري والتراثي للمغرب. المعلومات التي حصلت جريدة “العمق”، من مصادر موثوقة، أكدت أن الشركة المذكورة سبق لها استغلال المقلع المذكور لفترة تقارب السنة ابتداء من سنة 1997، وذلك قبل أن يتم اكتشاف الموقع الأثري بين سنتي 2009 و2010. وبعد اكتشاف الموقع المذكور وتسجيله من طرف الباحثين موقعا أثريا، تم بناء محافظة لحماية الموقع كتراث ثقافي وطبيعي، كما تم مؤخرا تشييد محمية طبيعية تضم عددا من الوحيش، وهو ما يجعل الموقع معلمة أثرية وطبيعية، ويطرح التساؤل حول الجهة التي رخصت للشركة ودور الموظفين المسؤولين على الأمن وكذا مسؤولي المحمية والمحافظة في مواجهة الشركة المذكورة. وتعليقا على هذا الموضوع، أفاد الباحث في الآثار بالساقية الحمراء وتيرس مصطفى الحمري، في تصريح لجريدة “العمق”، أن موقع لغشيوات بإقليمالسمارة يعد كبر موقع للنقوش الصخرية في شمال إفريقيا، كما أكد أنه يعد من بين المواقع التي تم ترتيبها بالفهرس الوطني للنقوش الصخرية وكموقع محمي. وأبرز أن عملية جرد وتوثيق أنجزها فريق مغربي فرنسي كشفت عن نتائج “أولية مهمة من المنتظر أن تعيد النظر في الكثير من قراءات الباحثين في التاريخ القديم بشمال أفريقيا وبلاد الساحل”. وحذر الباحث ذاته من أن يسبب “جشع” المقاولات في نسف على كل ما تحقق في مجال حماية الفن الصخري باقليم السمارة، كما أدان الفعل الذي وصفه ب”الجبان” و”غير المسؤول”، داعيا السلطات المحلية لتحمل مسؤوليتها أمام هذا التخريب، “خاصة وأن السيد عامل إقليمالسمارة قد أشرف شخصيا على انطلاق الأبحاث الأثرية بالموقع ويعرف جيدا قيمته التاريخية والحضارية والتنموية”، يقول الحمري. في السياق ذاته، ناشد الحمري في تصريحه لجريدة “العمق” السلطات المنتخبة عدم منح التراخيص للمقاولات العاملة في المقالع، كما دعا وزير الثقافة لاتخاذ كل الإجراءات والتدابير لحماية مواقع الفن الصخري، والجمعيات المدنية إلى الترافع الأثري للمنطقة.