بتنسيق مع المجلس الإقليمي للسمارة ، نظمت كل من الجمعية المغربية للفن الصخري و جمعية ميران لحماية الآثار ، نشاطا علميا حول "الفن الصخري بالمغرب : آفاق البحث العلمي وسبل التثمين"، و ذلك يومي 10 و 11 دجنبر 2016 بمقر دار الثقافة. بحضور أساتذة باحثين ومختصين في علوم آثار ما قبل التاريخ وطلبة باحثين في سلك الدكتوراه من مختلف الجامعات المغربية.
واستهلت الفترة الصباحية بكلمات افتتاحية ألقاها الكاتب العام لجمعية ميران لحماية الآثار و رئيس الجمعية المغربية للفن الصخري، انصبت في مجملها في الغاية من إقامة هذا الحدث وانعكاساته الإيجابية على منطقة السمارة باعتبارها مجالا يزخر بعدد هائل ومهم من مواقع الفن الصخري، وبعده العلمي المحض المتمثل في مواكبة أعمال الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه وبحث سبل تكوينهم. وتواصلت أشغال اليوم الأول بإلقاء عروض علمية للطلبة الباحثين في موضوع الفن الصخري ، عروض الطلبة الباحثين، مصطفى الحمري من جامعة الحسن الثاني ( المحمدية ) حول جرد ودراسة مواقع الفن الصخري بالسمارة، و الباحث فيصل المجيدي بجامعة القاضي عياض ( مراكش ) بعرض حول نقوش موقع موتكورين بمنطقة أقا ( عمالة إقليم طاطا )، أما الطالب الباحث جمال البوقعة من جامعة إبن زهر ( أكادير ) فقدم عرضا حول موضوع نقوش جبل رات بالأطلس الكبير الأوسط، إسهام في دراسة نظم الإستقرار البشري القديم ، تلاه عرض الطالب الباحث رشيد صديق من جامعة محمد الخامس ( الرباط ) حول التراث الصخري بالمجتمعات الواحية، نموذج واحات وادي الصياد ، وتقدم الطالب الباحث محمد إخريزي من جامعة إبن زهر ( أكادير ) بعرض آخر حول النقوش الصخرية بوادي صياد، وفي الأخير تم الإستماع إلى مداخلة الطالب عبد القادر أولعيش المسجل بجامعة إبن طفيل ( القنيطرة ) تناول فيها المحاور الأساسية المميزة لموضوعه حول اللباس والتزين بشمال إفريقيا من خلال الفن الصخري. أما اليوم الثاني كان موعد المشاركين مع زيارة ميدانية إلى موقع " العصليبوكرش " أطرها ذ .عبد الخالق المجيدي الباحث في علوم آثار ماقبل التاريخ لتقريب الطلبة من طرف وكيفيات التعامل مع المعطيات الأركيولوجية بالميدان. وخلص اليومين الدراسيين إلى رزنامة من التوصيات التي تسعى الى جرد ودراسة وتثمين المواقع الصخرية ، منها إنجاز خرائط مفصلة للمواقع الأثرية بمنطقة السمارة، إعداد ملفات طبوغرافية للمواقع الصخرية ، إحداث بنك معلوماتي حول النقوش الصخرية خاصة والمواقع الأثرية بصفة عامة، تعميم تجربة السمارة على جميع الجهات المغربية التي تزخر بالتراث الصخري، التسريع في عقد اتفاقية شراكة بين الجمعية المغربية للفن الصخري وجمعية ميران ، إحداث فرع للمركز الوطني للنقوش الصخرية بالسمارة، إحداث نشرة إخبارىة خاصة بالأبحاث والمنشورات المرتبطة بالفن الصخري، إعداد ملفات خاصة لترتيب وتصنيف مواقع الفن الصخري، إحداث متحف خاص بتراث ماقبل التاريخ بالسمارة. وفي معرض حديثها عن هذه الندوة العلمية قالت زينب تمورت الكاتبة العامة للجمعية المغربية للفن الصخري، في تصريح ل"الأحداث المغربية"، بأن "البحث العلمي في الميدان الصخري كان في بداية القرن الماضي حكرًا على الباحثين الأجانب. وفي بداية التسعينات وإحداث المعهد الوطني لعلوم الآثار سنة 1993 وعودة مغاربة تكونوا في الخارج (هم الرعيل الأول من المتخصصين في هذا الميدان)، بدأ الاهتمام بميدان البحث حول النقوش الصخرية التي يزخر بها المغرب. هؤلاء الباحثين عملوا جاهدين من أجل تأطير وتكوين طلبة يشكلون اليوم الجيل الثاني بعدهم وهم مقبلون (تحت إشرافهم) بمناقشة أطروحات حول النقوش الصخرية تتناول مواقع مختلفة تشكل منطقة الساقية الحمراء والسمارة أهم محطاتها. لذا، فهذا اللقاء جاء كاحتفاء بالطلبة الباحثين اللذين هم ثمرة تأطير مغربي مائة بالمائة، يعول عليهم في حمل المشعل ومواصلة البحث والجهد والتحسيس لحماية هذا الموروث الجماعي الوطني بل الدولي، للأجيال المقبلة".