افتتح المنتدى الوطني لشباب الصحراء معرضا تشكيليا تحسيسيا متنقلا للفنان التشكيلي الإمام دجيمي، بقاعة المعارض بالمتحف البلدي للتراث الأمازيغي بأكَادير،وذلك تحت شعار» أزلاي النقوش الصخرية»في سياق تحسيس الرأي العام بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الصخري ذي القيمة التاريخية والفنية والأركيولوجية. ويأتي تنظيم هذا المعرض التشكيلي،بالموازاة مع مهرجان قبائل الصحراء المنظم خلال شهر غشت المنصرم بمدينة أكادير من جهة،ومن جهة أخرى يأتي في سياق قافلة تحسيسية تروم لفت النظر إلى ما يتعرض له هذا الموروث الصخري من تخريب وسرقة وتدميرمن قبل عدة جهات،مع أنه يحمل نقوشا تؤرخ لحقبة تاريخية لسكان الصحراء المغربية. ومن أجل تحقيق هذا المبتغى وبعد الانتهاء من هذه الحملة الوطنية ،تروم القافلة التحسيسة متابعة مسيرتها ببعض العواصم الأجنبية بشراكة مع وزارة الخارجية، لمواصلة التعريف بهذا الموروث الثقافي، ولتعزيزمطلبها بإدراجه ضمن التراث المادي العالمي. هذا وحسب بلاغ المنتدى الوطني لشباب الصحراء،فالتراث المادي الصحراوي بالعديد من الآثار والشواهد المادية الضاربة في العراقة والقدم بالأقاليم الصحراوية،يعد ذاكرة مشتركة ووعي جمعي يختزل في عمقه نقوشات صخرية قائمة على التعدد و التنويع. كما تؤرخ هذه النقوش الصخرية لفترات مهمة من حياة أهل الصحراء، ذلك أن الرسومات المكتشفة- التي تختزنها الصخور والأشكال والرموز والرسوم تعكس،أنماط العيش بالصحراء في مراحل تاريخية معينة وظروف بيئية متعددة.. فضلا عن كون العديد من الآثار والبقايا تكشف عن تنظيمات بشرية وتشكلات حيوانية قديمة كعناصر مادية ملموسة مازالت تحفظ أثر حياة سحيقة عاشها الإنسان الصحراوي في الماضي هناك. لهذا كله،يعتبرهذا النشاط عبارة عن قافلة فنية تشكيلية تحسيسية وتعريفية تقام بفضاء عام مفتوح على العموم وتجوب عواصم جهات المملكة المغربية. بحيث تضم معرضا لصورفوتوغرافية للنقوش الصخرية ولوحات تشكيلية و إرساءات مستلهمة من هذا الموروث البصري الغني،من إبداع الفنان التشكيلي الإمام دجيمي. كما يتم من خلال هذه القافلة عرض شريط وثائقي حول هذا الموروث والمجهودات التي بذلت من أجل حمايته،بهدف تحسيس الرأي العام والتعريف بأهمية المواقع الأثرية للنقوش الصخرية بالأقاليم الصحراوية ، وخاصة بإقليم السمارة الأكثر غنى بهذا النوع من التراث المادي، زيادة على لفت انتباه الجهة الوصية على التراث المادي البصري والفني الهام،للمحافظة عليه وتسجيله في إطار حفظ الذاكرة الجماعية،مع المطالبة بإحداث متحف وطني لفن ما قبل التاريخ بإقليم السمارة للحفاظ على هذه النقوش الصحراوية المستكشفة من طرف الباحث الأثري «سيدي محمد مولود بيبا»رئيس جمعية ميران لحماية الآثار.