ليس دفاعا عن فكرة “حكومة وطنية” والتي في اعتقادي لن يقدم إليها وهبي أو منيب قيمة مضافة أكثر من تحول الخطاب الشعبوي من دفة المعارضة الى موقع التسيير،لكن في نفس الوقت من الطبيعي أن تطرح أخطاء وزلات العثماني المتكررة وضعف إمكاناته التواصلية التي جعلت الانتقادات والسخرية تلاحقه، تخوفات حقيقية حول قدرته على تدبير الزمن السياسي في المرحلة القادمة ،هذا الزمن الذي قد يتمدد بالنظر للسياق العالمي والوطني في ظل عدم وجود مؤشرات حقيقية لايجاد لقاح يمكن معه عودة الحياة بشكلها الطبيعي كما كانت من قبل،هذه التخوفات تبدو معقولة أكثر إن علمنا أن بلادنا ستكون في حاجة لاتخاذ قرارات صعبة وجريئة وإجراءات استثنائية لتجاوز تبعات ومضاعفات غير مسبوقة سواء على المستوى الاقتصادي أوالاجتماعي،وبالتالي يصبح التخوف أو النقاش حول قدرة على العثماني على تدبير المرحلة المقبلة نقاشا مشروعا ويستمد مشروعيته أكثر من بقاء كل وزراء حزبه خارج دائرة الفعل الوطني خلال الجائحة نموذج جميلة مصلي ونزهة الوفي اللتان اختفتا عن الأنظار أو أمكراز والرباح اللذان تجدهما في اللايفات أكثر مما تجدهم في الأحداث المرتبطة بالتدبير الحكومي أو الرميد الذي تسبب تهوره في تشتيت الاجماع الوطني في لحظات استثنائية . لا يمكن الحجر على النقاش حول تدبير المرحلة القادمة فقط لان ذلك يهدد بالبقاء في المسؤولية رغم أن البقاء لاينبغي أن يكون هدفا في حد ذاته، ولايمكن التغطية على الرغبة في الاستمرار رغم العجز في التدبير ،بمبررات المنهجية الديمقراطية أوالاختباء خلف الدستور الذي يضمن للمغاربة حق حسن سير مؤسساتهم الدستورية بكفاءات قادرة على تدبير مرحلة حساسة ودقيقة الى جانب الوزراء السبع الذين يقفون في الصف الأمامي لمواجهة الأزمة ولايمكن استعمال فزاعة التكنوقراط لتخويف المغاربة من عدم بقاء وزرائهم في الحكومة، فالكفاءات موجودة داخل عدد من الأحزاب والجائحة كشفت عن ذلك والمغاربة تابعوا كيف استطاع مولاي حفيظ العلمي التغلب على نقص الكمامات في الوقت الذي عجزت عن ذلك العديد من الدول الكبرى،وتابعوا كيف استطاع عزيز أخنوش ضمان الأمن الغذائي في الوقت الذي عانت من ذلك عدد من الدول المجاورة ،وتابعوا التدبير الناجح لقطاع حساس كالتعليم من قبل أمزازي وهو ما يعني أن الأحزاب يمكن أن تقدم أو تنفتح على كفاءات قوية وقادرة على تدبير ناجح كما يمكن أن تكون قادرة على افراز رئيس حكومة قوي متواصل ويحمل تصورات واضحة وقادر على اقناع المغاربة بقررات صعبة قادمة…..