تتناثر الكلمات وتتعالى الاصوات معلنة تشبتها بحق الصمود والطموح وتحقيق العدالة الاجتماعية التي نؤمن من خلالها مستقبلنا، في أن نكون بشرا وليس مجرد آلات تحترق محركاتها من أجل رفع الانتاجية دون جودة في المحصول، بل ما يأمله الانسان باحتجاجه في شتى الميادين أن يكون مواطن يتمتع بحقوق كاملة ولا تمايز بين هذا وذاك بحيث يكون احترامه للقانون نابع من مسؤوليته كشخص يطمح للتغيير… لكن أحيانا قد يكون السقوط وشيكاً، والخسران عظيماً، لكن الهزيمة لا تصيب الأمل مع العمل، والقدر لا يعاند العزائم، ومهما بدت الصورة قاتمة في عيون الناس، تبقى في عيون أصحاب الكفاح والنضال مليئة بالوصايا ودَين الدماء، ومشحونة بالعزم حتى الوصول إلى الحرية. فإلى متى سيبقى هذا التحقيير لميدان التعليم!؟ هل أصبحت مزاولة مهنة معلم عبئا على الدولة؟!! أم أنها مجرد تعليلات واهية لمن تساءل عن حال البلاد والعباد؟ إن أزمة التعليم ليست مجرد رقم لأساتذة متعاقدين يحصى ويعد، بل الأمر الخطير هو أن منظومة التعليم يجب أن تبقى ضمن خانة المغضوب عليهم وربما أن قابيلة الحوار لم تعد تجدي نفعا، لأن أحيانا من يتحاور يكون أقل مستوى ودون إدراك منه يوهم نفسه أنه يقدم حلولا ناجعة، ولا يعلم أنه يسبب لنفسه الاحراج الكثير كمن “سكت شهرا ونطق بعرا”. إن ما يحز في النفس أن هذا الموضوع الذي أصبح حديث الساعة شكل إحباط الآلاف من الكفاءات التي ترى أن الحل الوحيد الذي تبقى هو مغادرة الوطن لكي يحصلوا على فرصة الاعتراف والتشجيع، في ظل نهب وسرقة من دقوا مساميرهم على كراسيهم الاستزوارية، لكي يقولوا لنا بصوت واحد من أنتم؟!!!!! نحن من أبناء الوطن نحيا ونحيا من أجل الوطن، نحن من تكبدنا عناء السهر على حروف حسبناها يوما أنها سوف تؤمن لنا المستقبل، فكانت حروفا سهلة عندكم تأمرون بها أن تحذفوا كل أبجديات العلم بضربة من عصا ورشة من خرطوم ماء،،،،، ماء عجزتم عن توفيره للمناطق النائية رغم تعدد خطاباتكم البراقة…. المجتمع وكل مؤسساته هي كفيلة بتقديم الدعم ولو معنويا لهذه الفئة التي اختارت أنبل مهنة في الوجود، لكن مع الاسف مجتمع نيبا وإكشوان وأدومة وسينا وساري كول و…و….و….. لا يرى حرجا أن يهمش هذا الحقل ما دام أن أبناءهم يدرسون في المداس الخاصة ويتمتعون بحصص منتظمة، لكن ضربة وراء ضربة للمدرسة العمومية لا يهم فلا غرابة أن نجد عتبة النجاح في مدرسة النجاح هو دون المتوسط وتبقى سياسة الدفع إلى الباكالوريا هي الحل ثم بعدها تعبئتهم بقوالب البطالة والتشرميل، من أجل صناعة أجيال الضباع لا تعرف سوى الخنوع والرضوخ.