احتسبت نفسي ضمن المقررين الذين يشهدون آلام و جراح المرأة التي تنطق بداخلي كي تكون السند و المدافع لغيرها يوم احتفالها بعيدها الأممي، اعتبرت الورود والزهور التي تقدم في هذه المناسبة زيف كبير يغطي مرارة الإحساس بالأمل الضائع الذي نحياه و نحاول تغليفه بعادات الشعوب المتقدمة كي نرقى لمصافها و لو في جانب "البريستيج" المصنع. يوم كنت أشاهد البرامج التي تثني على أدوار المرأة في مجتمع مليء بالزيف و المحاكاة كنت أشمئز بسبب تصريحات بعيدة كل البعد عن واقعنا، كنت أشهد على كونها برامج تافهة تلمع صورة الإعلام الزائف الذي ينسى المرأة الريفية في المغرب النائي التي تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة خصوصا حين تحتاج لمجرد سيارة إسعاف تنقلها لمستشفى يمكن أن يحميها من لحظة موت غادر، كنت أتذكر النساء اللاتي تتشبهن ب"الباغلات" مع التحفظ على هذا المصطلح اللعين و أتأفف من مجتمع ناكر لجميلهن فأعجز عن تبادلهن تحية العيد، كل صورة مرت أمامي حينها كانت رهينة بفئة لم تنل حضها من العلم و المعرفة مما كان يعينني على تحليل منطقي بسيط فارده للواقع و الظروف وغيرها، لكن لحدود الأمس غيرت فكري و منطقي وتوصلت لمعلومة مفادها أن التكريم و التبجيل والثناء يطال مجموعة أخرى ولدت كما نقول بالعامية في "خرقة بيضاء"، لا تتشارك في صفاتها مع باقي النساء لا في العلم و لا في الجهل و لا في الجمال و إنما تتميز عنهن ب"الحظ"، اجل قد يستغرب الكثير منكم لهذا التحليل الذي يمكن أن يكون غير منطقي لكنه في الواقع التفسير الوحيد الذي عثرت عليه لأشرح سبب التباين في صفوف النساء داخل هذا المجتمع، واحدة تصبح على المغربيات بجملة من الأخطاء و المواضيع التافهة والدلال المفبرك و تطل كل يوم عليهن على الشاشة بابتسامة تفننت يد دكتور التجميل في رسمها على وجهها لتعبر عن إنجازات لا تعلم عنها شيئا، و أخرى تصرخ في وجه العصا التي يحملونها في وجهها بكل جرأة مستعدة أن ينال جسدها ضربة قد تهشمه وتسقطه بلسان ناطق بالحكمة والعلم و المعرفة دون جدوى، لأن دورها مهمش منسي لا يتكلم عنه أحد، فلمن يجب أن تقدم الزهور و الحالة هاته، الا نتفق على أننا نتشارك مجتمعا بئيسا يطبل و يزمر للتافهين الذين لا يعرفون ما يقولون فنثمن جهلهم الذي لا يسمح لهم حتى بالنطق السليم لمرض متفشي؟ ويتجاهل من يناضل و يكافح و يقف في وجه عصي القمع و التنكيل مدافعا عن حقوق أولاده في التعليم المجاني . قهر و ظلم حين فتحت نافذتي ليلا وبكيت بحرقة و أنا أشاهد جحافل الأساتذة المطوقين بعصي القمع كي يسكتوا عن النطق بكلمة الحق لضمان مستقبل أبناء هذا الوطن، خصوصا حين شاهدت امرأة تعاند و تشق صدرها لتستعد لأي ضربة مفاجئة وتكسر عظامها لمجرد انها قالت بكل جرأة "لا........" فمن يتطوع و يقدم لها "وردة العيد الأممي" في مستشفى لا يملك حتى ضمادات جرحها و مسكن ألمها؟؟؟