انطلقت صباح اليوم الجمعة بمدينة الداخلة، أشغال الملتقى الإفريقي الأول للتكوين المهني الذي يُنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، تحت شعار: “حكامة أنظمة التكوين المهني في خدمة قابلية التشغيل والتنافسية بإفريقيا”، وذلك بهدف تقاسم التجارب وتبادل التطبيقات الجيدة في مجال التكوين المهني، ووضع خارطة طريق للشراكة الإفريقية في تكوين وتأهيل الشباب وخاصة المهاجرين. الملتقى الذي يعقد على مدار يومين بقصر المؤتمرات بالداخلة، عرفت جلسته الافتتاحية حضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، والوزير المكلف بالشؤون الإفريقية محسن الجزولي، ووزير الشغل محمد يتيم، وكاتبة الدولة المكلفة بالسياحة لمياء بوطالب، كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان فاطنة الكيحل، كاتبة الدولة في الخارجية مونية بوستة، ومسؤولي مؤسسات حكومية ومحلية بالداخلة، إلى جانب ممثلي 20 حكومة ومؤسسة إفريقية. وسيناقش الملتقى مواضيع الحكامة التشاركية وتحسين أداء أنظمة التكوين المهني، وآليات ملائمة التكوين والتشغيل، ودور التكوين في إدماج المهاجرين وآلية التعاون جنوب-جنوب، إضافة إلى سبل تطوير المهن في مواجهة التغيرات المناخية بإفريقيا، وذلك عبر 5 ورشات ستخلص إلى صياغة توصيات في الموضوع. رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قال في كلمته الافتتاحية، إن هذا الملتقى يشكل “عربونا على حرص المغرب على تنمية علاقاته بأشقائه الأفارقة، وأن المغرب معتز وفخور بانتمائه الإفريقي وحريص على أن تكون إفريقيا قوية وحاضرة في العصر، مشددا على أن المملكة منخرطة بجميع مؤسساتها وهيئاتها في تقوية العلاقات الإفريقية-الإفريقية وإعطاء بُعد قوي لإفريقيا المستقبل. واعتبر العثماني أنه “ليس أمامنا إلا خيار التعاون جنوب-جنوب والتعاون الإفريقي لتجاوز التحديات الكبيرة والمتصاعدة”، مشيرا إلى أن “إفريقيا التي تداوي جراحاتها وتعاني إشكالاتها، في حاجة إلى سياسة رشيدة ومُحكمة واستباقية لتكوين الشباب من أجل تشغيلهم”، لافتا إلى أن “الداخلة تشكل بجغرافيتها الطبيعية والإنسانية الحضارية والسياسية، محورا للعلاقات الإفريقية-الإفريقية والمغربية-الإفريقية”. وتابع قوله: “هذا الملتقى يأتي في ظرفية خاصة، إذ من المنتظر أن تعرف إفريقيا طفرة سكانية بحلول العام 2050، حيث ستُضاعِف عدد سكانها من مليار و200 مليون إلى مليارين و400 مليون نسمة، حسب تقرير اليونيسيف، وهو ما سيجعل عدد الأطفال والشباب المقبلين على التكوين والتعليم وفضاء التشغيل يتزايد”. وأوضح رئيس الحكومة أن “اليونيسيف” حذرت في تقريرها من “بطالة جماعية” تهم هذه الفئة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الاستباقية الضرورية لتوفير فرص شغل لهؤلاء الشباب وتكوينهم، مشددا على أن المغرب يحاول الانخراط في هذا الورش على اعتبار أن مستقبل إفريقيا رهين بقدرتها على الاستجابة لتطلعات وحاجيات شبابها، حسب قوله. المتحدث أضاف أن “الدول الإفريقية اجتمعت في هذا الملتقى من أجل تتقاسم سياساتها الناجحة في مجال التكوين المهني وملاءمة التكوين بالتشغيل، والتي هي رافعات أساسية لمستقبل أفضل للشباب”، مشيرا إلى أن هناك عدة تحديات تواجه القارة في هذا الصدد، “والملتقى سيناقش هذه التحديات مع إبراز تجارب قارية ودولية نحن في أمس الحاجة إلى الاستفادة منها”، وفق تعبيره. وختم العثماني قوله إن المغرب يريد تقاسم تجربته مع الأشقاء الأفارقة، كما أكد على ذلك الملك محمد السادس الذي شدد على أن المغرب لديه جهود حثيثة للتعاون الإفريقي، معتبرا أن الابتكار والإبداع هما أفضل الحلول لتجاوز التحديات المستقبلية للقارة الإفريقية، على حد قوله.