أكد محمد درويش أن المغرب مع أن تكون إفريقيا للأفارقة، باعتمادها على إمكاناتها كاختيار يكرس مبدأ التكتل الإقليمي من أجل تطوير البنيات الاقتصادية والمجتمعية فنكون أمام تكتل مغاربي، إفريقي انطلاقا من كون الخيار الجيو اقتصادي مدخل أساسي لواقع جيو سياسي جديد. جاء ذلك الجلسة الافتتاحية لندوة "المغرب إفريقيا التاريخ الحاضر والمستقبل" وهو موضوع اللقاء التي امتدت أشغاله يومين كاملين 12 و 13 يونيو الجاري، والتي نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم. وأوضح محمد درويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم في كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة التي ناقشت عدة محاور، أن موضوع المغرب وإفريقيا فكرة راودت المؤسسة خلال نهاية سنة 2007 ، فبدأ الاستعداد لعقدها لكن ظروفا خاصة جعلت التأجيل أمرا واقعا ليتم استرجاعها انطلاقا من الإشارات الواضحة التي بعثتها الزيارات الملكية الأخيرة لدول إفريقية، فكان التجاوب الشعبي والرسمي مع هاته المبادرات . وسجل رئيس المؤسسة بنفس المناسبة أن "المغرب اختار عدة مداخل وتجربته في قضايا الشؤون الدينية، والشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وهو أمر يجعل خبراته وتجاربه مطلوبة لدى مجموعة من الدول الإفريقية، في زمن يشهد العالم فيه تغيرات متسارعة اجتماعيا، اقتصاديا، ثقافيا، عالم كبرت فيه الفوارق وتعاظمت بين الأفراد والجماعات والدول. وأبرز درويش الدور الذي يلعبه المغرب في افريقيا خلال هذه الكلمة، مستشهدا بما صرح مايكل باتلر السفير والمستشار الرئيس لمنظمة قمة الولاياتالمتحدة للزعماء الأفارقة، والتي تلتئم بواشنطن خلال بداية غشت، إذ وصف المبادرات المغربية تجاه إفريقيا بكونها تجسد "العبقرية المغربية في إطار مقاربة مثالية" ، حيث أكد خلال ندوة صحافية عقدها بواشنطن يوم 28 فبراير 2014 "إن المغرب هو إفريقيا وإفريقيا هي المغرب". ومن جهته، أشاد "إمانويل كوكول" من البنين بالاستقرار السياسي والأمني الذي ينعم به المغرب، منوها بالدول الفعال الذي يقوم به في إفريقيا من أجل المساهمة في نمائها وتنميتها، ثم استقرارها الأمني، كما أعرب عن ارتياحه لعلاقات التعاون جنوب جنوب التي تبرز= أن المستقبل لافريقيا. وشدد إمانويل على أن الضرورة أصبحت تتطلب أكثر من أي وقت مضى التكتل في أقطاب جهوية من أجل دعم مستقبل إفريقيا الاقتصادي والسياسي، وللمساهمة في محاربة كل ما يتهددها من مشاكل كالفقر والجوع والارهاب والجريمة المنظمة. وفي هذا الصدد أشار الى الدور الكبير الذي يلعبه المغرب على مستوى الاستثمار، حيث اعتبر أن المغرب هو ثاني بلد إفريقي مستثمر في افريقيا ، بالإضافة الى الدور الكبير الذي يضطلع به المغرب في تكوين النخب الأكاديمية والطبية والسياسية والادارية وكل مجالات التربية والتكوين ، من خلال المنح التعليمية التي يمنحها المغرب للطلبة الأفارقة واستقبالهم فوق أرضه.. أما لندين ستيفان الوزير السنغالي السابق في حكومة عبد اللاي واد، فقد شدد على أن إفريقيا يجب أن تفرض وجودها على جميع المستويات، وتتوفر اليوم على عدد من المقومات لتقوم بذلك، مضيفا في هذا السياق أن العلاقات المغربية السينغالية المتميزة والتاريخية يمكن أن تلعب دورا محوريا في تعزيز علاقات التعاون جنوب جنوب. كما دعا ستيفان إلى العمل على حل قضية الصحراء حلا سياسيا ونهائيا لأنه سيكون في صالح مستقبل إفريقيا باعتبار أن المغرب له دور ومكانة أساسيان في إفريقيا، ويمكن أن يلعب دورا مهما في الربط بين شمال إفريقيا وجنوبها. وقد عرفت هذه الندوة مناقشات ومداولات حول عدد من القضايا التي تهم مستقبل إفريقيا على عدد من الأصعدة، وفي مقدمتها المغرب في العمق الجيوسياسي الإفريقي، ثم الاستقرار والتحديات الأمنية في إفريقيا، والتمثلات الإفريقية والدبلوماسية الموازية والتحديات الاندماجية. وقد تميزت هذه الندوة في جلستها الافتتاحية بالحضور المكثف والبارز وفي مقدمة هذا الحضور، إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية الوطنية للحزب بما أن حزب الاتحاد الاشتراكي ينسج علاقات تعاون وصداقة متميزة مع عدد من الأحزاب الاشتراكية المنضوية في الأممية الاشتراكية ، ويلعب دورا أساسيا ومكثفا في اللجنة الإفريقية التابعة للأممية الاشتراكية، ثم الوزير الشرقي الضريس ، الوزير المنتدب في الداخلية وعبد السلام الصديقي وزير التشغيل والوزير السابق في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني وعدد من السفراء المعتمدين بالرباط، فضلا عن بعض ممثلي الأحزاب السياسية، والمركزيات النقابية والباحثين والطلبة. كما شهدت الندوة حضور شخصيات منتمية لعدد من الدول كالسنغال وتونس ومالي وتشاد والكونغو برازفيل وموريتانيا والبنين وغانا والطوغو وإسبانيا وفرنسا.