افتتحت، مساء أول أمس الخميس، بالرباط أشغال ندوة دولية، نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، حول "إفريقا والمغرب: التاريخ الحاضر، المستقبل" وذلك بعرض شريط "الدارالبيضاء 1961"، الذي يؤرخ للمبادرة المغربية، التي قادها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، والتي تجلت في بناء منظمة الوحدة الإفريقية، وهي مبادرة تسجل الأدوار الفعلية والمتميزة للمغرب تجاه إفريقيا. وقال محمد درويش، الكاتب العام لمنظمة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، إن "العلاقات المغربية الإفريقية يحكمها الفعل التاريخي للمغرب تجاه مجموعة من الدول الإفريقية، وكذا دستور 2011، الذي أكد في ديباجته على البعد الإفريقي للهوية المغربية". وذكر درويش، في كلمة بالمناسبة، بالعلاقات التاريخية التي تربط المغرب ودول إفريقيا، مبرزا الإشارات الواضحة، التي بعثتها الزيارات الملكية الأخيرة لدول إفريقية، والتي لقيت تجاوبا شعبيا ورسميا. وأضاف أنه، مع "هذه المبادرات يكون المغرب، باستعادته للمبادرة في إفريقيا، اختار تعميم اختياراته الداخلية، التي دشنها منذ سنوات، المرتكزة على تثبيت قيم الديمقراطية والحرية والكرامة والتعايش، انطلاقا من أسس تجمع بين المرجعية الدينية القائمة على الدين السمح والمعتدل، وعلى مقتضيات التطور القائم في حياة الأفراد والجماعات"، مؤكدا أن المغرب مع أن تكون إفريقيا للأفارقة، باعتمادها على إمكاناتها البشرية والجغرافية والطبيعية. وأضاف أن هذا "الاختيار يكرس مبدأ التكتل الإقليمي، من أجل تطوير البنيات الاقتصادية والمجتمعية، فنكون أمام تكتل مغاربي-إفريقي، اعتمادا على خيار المغرب الجديد، بعنوان الخيار الجيو اقتصادي مدخل أساس لواقع جيو سياسي جديد". وحول المبادرات المغربية تجاه إفريقيا، استحضر الكاتب العام تصريحا لمايكل باتلر، السفير والمستشار الرئيس لمنظمة قمة الولاياتالمتحدة للزعماء الأفارقة، الذي وصف هذه المبادرات بأنها تجسد "العبقرية المغربية في إطار مقاربة مثالية"، وقال عن التجربة المغربية تجاه إفريقيا إنها "نموذج جدير بأن يحتذى". من جهته، قال الخبير السينغالي لاندين سفان، إن "للمغرب وإفريقيا تاريخا مشتركا، وتربطهما علاقات تعاون متميزة يجب تطويرها خلال العشرية المقبلة، موضحا أن تعزيز الروابط المغربية الإفريقية يؤشر على أهمية تطوير الشراكات بين البلدان الإفريقية، بهدف الاضطلاع بالدور التنموي لهذه البلدان وفرض وجودها على الساحة الدولية. وأضاف أن المغرب، بفضل حرصه على الارتقاء بتعاونه وتشبثه بعمقه الإفريقي، أصبح مصدر إلهام تنموي للعديد من البلدان الإفريقية، خاصة في ضوء الصعوبات، التي تواجهها لفرض تموقعها على الساحة الأوروبية. وثمن الخبير السينغالي زيارات جلالة الملك محمد السادس للعديد من البلدان الإفريقية، وما تنطوي عليه من أبعاد تنموية واجتماعية. وستناقش هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين، محاور رئيسية تشمل "المغرب في العمق الجيو-سياسي الإفريقي" و"الاستقرار والتحديات الأمنية في القارة الإفريقية" و"التمثلات الإفريقية"، و"الدبلوماسية الموازية"، و"التحديات الاندماجية".