أثارت عبارة “تطوان تختنق اقتصاديا” التي وصف بها رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار الأوضاع الاقتصادية بالمدينة، خلال ندوة صحفية الجمعة المنصرمة، حفيظة مصالح وزارة الداخلية بالإقليم، وهو ما جعل العامل يونس التازي يدعو إلى عدم ترسيخ خطاب “الأزمة” الذي يكرس فقدان الثقة، وفق تعبيره. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية ليوم دراسي حول “الاستثمار وإنعاش الاقتصاد المحلي”، نظمته جماعة تطوان وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة، صباح اليوم الأربعاء بتطوان، بحضور عامل الإقليم ورئيس البلدية ومسؤولين جهويين وإقليميين ومحليين. إعادة “الثقة” عامل تطوان يونس التازي، طالب في كلمته إلى عدم ترديد خطاب وجود أزمة واختناق اقتصادي في الإقليم، معتبرا أن المنطقة تزخر بمؤهلات اقتصادية وسياحية تحتاج إلى التفعيل من أجل انعاش الاقتصادي المحلي، داعيا الجميع إلى التدخل من أجل تجاوز الوضع وإعادة الثقة. وقال التازي إن تطوان غير معزولة عن الوضع العام الوطني، مطالبا مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية بالإقليم إلى تسريع الإنجاز ومعالجة الملفات وعدن تأخيرها، مشددا على أن التنسيق والعمل اليومي والمنتظم كفيل بتطوير القطاع السياحي والتجاري بالمدينة، حسب قوله. وعبر المتحدث عن افتخاره بكون تطوان هي المدينة الوحيدة في المغرب التي تمكنت من تحرير الملك العمومي بشكل كامل مع إيجاد بدائل لتجار الرصيف، موضحا أن هذه الخطوة جاءت بفضل تظافر جهود جميع المتدخلين بالمدينة، وفق تعبيره. إصلاح “الأعطاب” رئيس جماعة تطوان محمد إدعمار، اعتبر في كلمته خلال الجلسة، أن تطوان أخذت ما يكفي من التجهيزات الأساسية على المستوى المجالي للإقلاع التنموي، داعيا إلى الانتقال لمرحلة جديدة في العمل تهدف إلى تحسين الدخل الفردي للمواطنين عبر خلق فرص الشغل وتحسين الوضعية المادية للسكان. وأشار المتحدث المنتمي لحزب العدالة والتنمية، إلى أن المدينة لديها فائض في التشخيص والدراسات في مختلف المجالات، وتحتاج حاليا إلى معالجة الاختلالات وإصلاح الأعطاب التنموية من أجل تحسين وضعية الساكنة، مشددا على أن دعوته هاته تأتي ضمن دعوة الملك إلى مراجعة النموذج التنموي بالبلد. وتابع قوله في هذا الصدد: “تطوان استفادت أيمها استفادة من التجهيزات والحاضنة الأساسية للإقلاع التنموي بما يجعلها تحقق مستوى من التنافسية بين المدن على المستوى الوطني، ووجب الآن على المسؤولين رفع مستوى مناخ التنمية محليا من أجل خلق جاذبية للاستثمارات”، داعيا رؤوس الأموال المحلية إلى دعم المدينة بمشاريهم من أجل استقطاب رؤوس أموال وطنية ودولية. وكان إدعمار قد وصف الوضع الاقتصادي للإقليم “يختنق”، مشيرا في ندوة صحافية سابقة لتقديم اليوم الدراسي المذكور، إلى أن مدينة الحمامة البيضاء تعاني ركودا اقتصاديا يتجلى أساسا في ضعف الاستثمارات، وهو ما ينعكس سلبيا على حياة السكان، محملا مسؤولية هذا الوضع إلى “الجميع”. يُشار إلى أن اليوم الدراسي عرف مداخلات لعامل الإقليم ورئيس الجماعة، رئيس المجلس الإقليمي، المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشمال، المندوب الإقليمي للسياحة، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة، ونائب رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة، بمشاركة مجموعة من المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين بالمدينة.