اجتاحت فيضانات واد أوركا منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم السبت، عددا من دواوير الجماعة الترابية أولاد داحو باقليم انزكان ايت ملول، وتسببت في إلحاق أضرار مادية ببعض المنازل القديمة، إضافة إلى انقطاع حركة المرور بالطريقين، المزدوجة والرئيسية رقم 10 الرابطة بين ايت ملول وتارودانت، على مستوى كل من الگفيفات وعين النخلة، كما أغلقت عدد من المؤسسات التعليمية أبوابها في وجه التلاميذ حفاظا على أرواحهم. وفي اتصال هاتفي بالحبيب موماري مستشار بالجماعة، قال إن لجنة لليقظة تم تكوينها منذ ليلة البارحة، وتتواجد حاليا بمركز الجماعة، باعتباره من أكثر الأماكن تضررا، وتتكون من السلطات المحلية والدرك الملكي والمنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، واتخذت مجموعة من التدابير الاحترازية لمنع وقوع أية حوادث، من قبيل منع المرور بالأماكن التي تجتاحها السيول الجارفة المتوجهة صوب واد سوس، ووضع علامات التشوير بعدد من المناطق الخطيرة، خاصة بمدخل دوار الجرف ودوار عين النخلة، وتم تثبيت نقاط للدرك الملكي بمدخل هذين الدوارين، المتواجدين على التوالي على الطريق الرئيسية رقم 10، والطريق المزدوج ايت ملول الكفيفات تارودانت، لمنع مرور الآليات إلى حين انخفاض منسوب المياه. من جهته أكد جعا بوروص رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل بالمديرية الإقليمية انزكان ايت ملول، أن لجنة مصغرة ترأسها المدير الاقليمي عيدة بوكنين، أجرت اتصالاتها مع مدراء المؤسسات التعليمية المتضررة من الفيضانات، واطلعت على الوضعية، وتنقل رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل إلى بعض المؤسسات، وعاين وضعيتها التي يصعب معها ولوج التلاميذ، بحكم أن سيول الواد حاصرت أبوابها وهو الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم. من جهتها حملت الساكنة في اتصالات هاتفية متفرقة بجريدة “العمق”، المسؤولية الكاملة في ما يحدث سنويا للمسؤولين، وأكدوا أن هذه الفيضانات لم تظهر بهذا الشكل الفجائي إلا في السنوات الأخيرة، بعد بناء أحد المعامل بسفح جبال ايت بها، وإنشاء طرقات من طرف إحدى الهيئات التي لم تكن في المستوى، ما تسبب في تحويل مجرى الوادي، نحو الجماعة الترابية أولاد داحو، وتذكرت الساكنة بمرارة المأساة التي عاشتها خلال فيضانات نونبر 2014، وطالبت من المسؤولين التدخل وحمايتها من هذه الكوارث التي تتكرر بمجرد سقوط الأمطار.