في حدث تاريخي و استراتيجي غير مسبوق لبى اليوم 15 يوليوز 2018 الشعب المغربي بكل أطيافه و فئاته نداء معتقلي حراك الريف الشامخ و عائلاتهم بعدما صدرت في حقهم أحكام قضائية قاسية جدا تمثلت في توزيع أزيد من ثلاثة قرون من السجن على شباب لم يرتكب أي جرم سوى أنه مارس حقه الدستوري في الاحتجاج و التظاهر السلمي الحضاري للمطالبة بمطالب اجتماعية بحثة شهد الجميع بما في ذلك الحكومة نفسها على عدالة قضيتهم و احقيتهم في تحقيق مطالبهم. فمنذ الساعات الاولى لصباح اليوم حجت إلى العاصمة الرباط مئات الآلاف من الجماهير الشعبية القادمة من جميع المدن و القرى رغم المنع و القمع و الاعتقال الذي مارسته السلطات في الطرقات بمنع وسائل النقل المتجهة نحو الرباط من المرور بغرض تقليص الاعداد المشاركة في المسيرة الوطنية التي عرفت إجماعا وطنيا و زخما شعبيا و عبئت طوفانا بشريا هادرا صدحت حناجره و لافتاته و شعاراته بالحرية للمعتقلين و الإدانة الشعبية للنظام المخزني المستبد. هي إذن مسيرة شعبية ناجحة لها ما بعدها استحضارا لما يراكمه المغاربة من تجربة نضالية متنامية في إطار الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها الوطن خاصة خلال السنوات الأخيرة (طنجة، الريف، جرادة، …)، و نجاح باهر لأسلوب المقاطعة الشعبية للمخزن الإقتصادي و منتوجاته و اسواقه كأرقى ابداع من إبداعات المقاومة المدنية الشعبية لم تستطع المقاربة الأمنية التصدي لها و احتوائها رغم جميع الالتفافات و الحيل الماكرة و دعوات الهدنة المشبوهة. عموما فهذه المسيرة الوطنية غير المسبوقة بتوقيتها و سياقها و حجمها و الهيئات الداعية لها وجهت رسائل مشفرة لمن يهمه الأمر تمثلت في : *رسالة إن لحراك الريف و جرادة و غيره شعب أصيل يحميه و يحتضنه و يتدخل للدفاع عنه في أحلك الظروف. *رسالة تحذير و إنذار و إدانة شديدة اللهجة وجهها المغاربة للمخزن مفادها أنه ولى زمان الاستفراد بالمناطق و المدن المنتفضة و عسكرتها و إعتقال أبنائها و محاكمتهم صوريا دون أي حسيب أو رقيب. *رسالة وعي شعبي بضرورة الوحدة و التكتل و بداية تشكل بوادر إجماع و ميثاق وطني و هبة شعبية ضاغطة تغير من ميزان القوى لصالح الشعب و قواه الحية.