18 ماي, 2017 - 08:06:00 قال ناصر الزفزافي، الذي تحول إلى رمز الحراك الشعبي بالريف، إن جميع الاستعدادات اتخذها نشطاء الحراك لإنجاح مسيرة يوم الخميس 18 ماي الجاري، التي دعا لها الحراك للرد على تصريحات زعماء الائتلاف الحكومي الذين اتهموا النشطاء بخدمة أجندة خارجية وبالانفصال. وأكد الزفزافي، في حوار خاص مع موقع "لكم"، أن مسيرة الخميس ستكون حاشدة وتاريخية، وتوقع أن يفوق عدد المشاركين فيها أكثر من 100 ألف محتج من سكان المدينة والمدن والقرى المجاورة لها، كاشفا عن ترتيبات قام بها نشطاء الحراك للحيلولة دون وقوع أي صدام مع القوات العمومية التي تتواجد بكثافة بمدينة الحسيمة. وفيما شدد الزفزافي على أن مسيرتهم ستكون سلمية لرفع مطالب ساكنة المنطقة الاجتماعية أعرب عن استعداد الحراك لحوار جدي ومسؤول مع الدولة. وهنا نص الحوار كاملا: باعتبارك أحد الرموز الأكثر نشاطا داخل هذا الحراك، وأنتم تستعدون لتنظيم مسيرة حاشدة مساء يوم الخميس، ما هي توقعاتكم بخصوص عدد الحضور؟ وكيف تسير الاستعدادات للمسيرة؟ بخصوص الحضور، أكيد الكل يعرف أن هذه المسيرة إذا لم يتم قمعها ستكون حاشدة وستعرف حضورا كبيرا، خصوصا بعد التصريحات الصادرة عن الأغلبية الحكومية والتي يرفضها جميع المواطنين. هذا الشكل الحضاري الذي نعتزم تنظيمه يأتي ردا على ما جاء في اجتماع الأغلبية الحكومية، وللمطالبة بتسريع الاستجابة للمطالب الاجتماعية والثقافية والحقوقية والتي رفعناها منذ بداية الحراك، وردا على اتهامات بكوننا انفصاليين، وكذلك للمطالبة بإطلاق سراح المعتلقين السياسيين. نحن نتوقع ونراهن على حضور أزيد من 100 ألف مشارك في المسيرة الاحتجاجية، وعلى الإرادة والعزيمة بالإضافة إلى تضامن باقي مناطق المغرب مع الحراك ضدا على تصريحات زعماء الأغلبية. نحن نحمل المسؤولية للحكومة، التي يترأسها سعد الدين العثماني، الذي يريد زعزعة الاستقرار باتهاماته للحراك، وهو الذي سبق له أن دعا لتطبيق الحكم الذاتي بالريف من خلال تصريحات سابقة قبل توليه رئاسة الحكومة، بالإضافة إلى انتمائه لحزب يسعى لتصفية حساباته مع الحراك. إذا كان من المطلوب أن تستجيب الحكومة لمطالب المحتجين العادلة وتحاورهم. فنحن لا نطالب بالانفصال بقدر ما نطالب بإلغاء ظهير العسكرة، وإطلاق سراح معتقلي أحداث إمزورن (إقليمالحسيمة)، ومحاسبة مافيا العقار بالمنطقة وناهبي أراضي البسطاء، ومحاسبة ناهبي الثروات البحرية. متى وأين ستنطلق المسيرة؟ وماهي الشوارع التي ستمر منها؟ تحسبًا لأي خطوة من قبل "المخزن"، أكيد سنحدد وقت ومكان انطلاق المسيرة قبل ساعة من وقتها المحدد سلفا. تحديد المسار والوقت والمكان المناسبين هي أمور تركناها سرية بيننا كنشطاء، لأنه في كل المرات السابقة عندما نحدد المكان مسبقا تأتي القوات العمومية لتحتل المكان وتعرقل الحراك، رغم أن الدستور المغربي ينص على احترام حق التظاهر. في حالة ما تدخل الأمن لمنع المسيرة هل اتخذتم احتياطات بهذا الخصوص؟ بطبيعة الحال أخذنا احتياطاتنا اللازمة، ولجنة الحراك كلها يقظة، لقد تعلمنا الدروس مما وقع في أحداث 20 فبراير السابقة، حيث تمت فبركة أحداث عنف، لذلك أخذنا على عاتقنا الاستمرار في خيار السلمية كشعار مؤطر لحراكنا. هل توصلتم بمنع من السلطات لمسيرتكم؟ لحدود الساعة لم نتوصل بأي إشعار أو منع من السلطات، وبهذه المناسبة نحمل المسؤولية للمخزن إذا كان يراهن على استعمال القوة أو القمع لأنه سيفشل وسيفضح وسيهزم، لأننا بالرغم من تواجد الأجهزة القمعية إلا أننا حافظنا على الممتلكات العامة وعلى السير العادي للمرافق العمومية. وبالرغم من الإنزال الأمني المكثف (درك حربي وقوات مساعدة..) إلا أننا مستمرون في الحراك وهذه معركة تاريخية بسلميتها، وسنستمر حتى تحقيق جميع المطالَب الشعبية. هناك أحزاب وفاعلين وجهوا دعوات للحوار مع الدولة هل تفاعلتم مع هذه الدعوات؟ نحن نرفض كل "الدكاكين السياسية" لأنها ساهمت في حصار هذا الشعب والمواطنين سواء في الريف أو غيره من مناطق المغرب، هذه الأحزاب لن تقدم لنا شيئا، لأننا نعرفها فقط من خلال بياناتها (في إشارة إلى بيان أحزاب الأغلبية). الجميع يعرف أن سر استمرار الحراك الشعبي هو رفضه ل"الدكاكين السياسية". ونحن كحراك شعبي لم نرفض بتاتا الحوار، لكن شرط أن يكون جادا ومسؤولا تعلنه الدولة في بلاغ رسمي وتبين لنا فيه بأنها مستعدة لهذا الحوار. لكن يجب أن تعلم الدولة أنه لا حوار بدون رفع العسكرة وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية أحداث "إمزورن"، فلذلك أعتقد أنه اليوم اتضح للجميع أننا لسنا عدميين، ونحن أهل حوار، لكن الدولة أبانت عن عدم أهليتها للحوار. للأسف لحدود الساعة الدولة تتجاهل الحراك وتتجاهل المواطنين ومطالبهم العادلة المشروعة التي يكفلها الدستور، ومنها مطالب اجتماعية. هل مازالت المسيرة المليونية التي دعوتم إليها في وقت سابق مبرمجة؟ أكيد، المسيرة المليونية مبرمجة وحددنا لها تاريخ 20 يوليوز 2017، حيث تتوافد الجالية الريفية بكثرة، (يتزامن هذا التاريخ بذكرى معركة أنوال). ماهي أبرز المطالَب التي سترفع في مسيرة عشية الخميس؟ مطالب أكدنا عليها مرارا، فنحن لا نتوفر لحدود الآن على جامعات ولا مصانع، ولا مستشفيات بالإضافة إلى استمرار تطبيق ظهير العسكرة. وأول مطلب سيرفع غدا، سيكون بمثابة رد على التصريحات اللامسؤولة للأغلبية الحكومية، الذين يحسبون أنفسهم في مراكز القرار، والرد كذلك على اتهامات الحراك بالانفصال. هناك تساؤلات حول مصير قضية "محسن فكري"، هل ستكون حاضرة بقوة في مسيرة الخميس؟ نحن ندد بالأحكام الصادرة التي صدرت في حق من اتهموا في قتل الشهيد محسن فكري، والأكثر من ذلك لدينا اتفاق بيننا وبين إخوتنا في أوروبا لرفع دعوى قضائية في المحكمة الأوروبية. قضية محسن فكري، هي مركزية بالنسبة للحراك ولا يمكن التخلي عنها، لأن الأحكام التي صدرت غير عادلة. هل مازال الحراك يطالب بمحاكمة عزيز أخنوش ومحمد حصاد في قضية فكري؟ أكيد لا زلنا نطالب بإعادة النظر من جديد في قضية الشهيد محسن فكري، ونحن نطالب كلنا بمحاكمة عزيز أخنوش باعتباره مسؤولا عن قطاع الصيد البحري، لأن كل ما وقع مرتبط بالفساد المستشري في قطاع الصيد البحري بالمنطقة. كيف هي أجواء التعبئة لمسيرة الخميس وهل هناك مضايقات أمنية للنشطاء؟ بالنسبة للتعبئة، تواصلنا على مستوى المدينة وبإمزورن، وباقي المناطق، وشاهدنا التفاعل الكبير من قبل المواطنين مع النشطاء واستعدادهم الكبير لإنجاح مسيرة الخميس. محطة الخميس ستبين حجم التفاعل الكبير للساكنة مع حراكهم الشعبي. هناك تضامن كبير من قبل فئات واسعة داخل المجتمع المغربي وفي عدة مدن مع حراك الريف، كيف تنظرون كنشطاء ورموز هذا الحراك لهذا التضامن وما هي رسالتكم لمن يساندوكم؟ نعبر عن شكرنا الكبير لكل المدن التي تضامنت مع الحراك، ونحن نقول إننا نتعاطى مع مطالبهم بنفس النفس الذي نتعاطى به مع مطالب حراك الريف، ولدينا حب متبادل معهم. لأن تصريحات الأغلبية الحكومية أبانت عن ضعف زعمائها الذين لا يمثلون هذا الشعب، وهبوا لمناصرة حراك وهاجموا هذه الحكومة التي لا تمثلهم. هناك مشاركون في مسيرة الخميس قادمون من مدن أخرى، كيف سيتم استقبالهم وتنظيم المسيرة في ظل تواجد أمني مكثف؟ في الحقيقة لا يحتاجون لأي استقبال فهم جزء منا ونحن جزء منهم، ولا يمكن في أي حالة من الحالات أن يفرقنا المخزن، لأن سياسة المخزن نتبرأ منها. ونحن نقول إن مطالبنا هي نفس المطالَب الموجودة في كافة المدن المغربية تقريبا، وتضامن باقي المدن سيعطينا قوة أكبر لينتقل هذا الحراك إلى بر الأمان، ونحن نقول لكل من يريد أن يشارك معنا ويدعم مطالبنا مرحبا بكم فحراك الريف هو حراك الشعب المغربي ضد الحكرة والتهميش والتفقير.