06 ماي, 2017 - 11:56:00 شهدت مدينة الحسيمة ليلة السبت 7 ماي احتجاجات ليلة حاشدة شارك فيها الآلاف من المتظاهرين، وذلك حسب ما بثته مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي. وانطلقت الاحتجاجات مساء يوم السبت بمسيرة حاشدة جابت شواع مدينة الحسيمة تطالب برفع "العسكرة عن مناطق الريف" وإنهاء مسلسل "الحكرة" بالمنطقة. وعاين موقع "لكم"، من خلال مقاطع الفيديو التي بتثها مواقع التواصل الاجتماعي استعمال نشطاء الحراك لأسلوب جديد في الاحتجاج عبر ضرب الطناجر، واستعمال أضواء الهاتف خلال التجمع الحاشد الذي أقامه النشطاء في الساحة العمومية بمدينة الحسيمة. وأمام الجماهير الحاشة التي ملأت الساحة قال ناصر الزفزافي، الذي تحول إلى رمز الحراك الشعبي في الحسيمة، إنههم أقسموا ألا يتراجعوا. وقال الزفزافي، وهو أيضا الناطق باسم لجنة "الحراك بالريف"، في كلمة له أمام المحتجين، "إن الشعار الذي يؤطر الحراك هو إما أن نعيش بكرامة وإما أن نموت بكرامة". وأكد الزفزافي أن هناك ملفات اجتماعية وحقوقية يجب على الدولة أن تستجيب لها الدولة لأنها هي "التي همشت الريف طيلة ستين سنة الاخيرة" ، مضيفا أن "الدولة لا تريد الاستجابة لمطالب السكان، لهذا نحن نؤمن بالنفس الطويل للحراك ". وأعلن الزفزافي أن الحراك يستعد لمليونية حاشدة، مشيرا إلى أن قوة الحراك تتمثل في سلميته، بالرغم من وجود "بلطجية تدعمهم الدولة" على حد زعمه. وقال الزفزافي إن "الدولة تعمل على اخافة الناس بكوننا عملاء للجزائر، وانفصاليين، ونحن نقول إن النظام الجزائري نظام ديكتاتوري فاشي وارهابي، أما الشعب الجزائري فمنا له تحية خاصة"، مضيفا أن "المعركة مستمرة لشيئين، اولا، لأننا احفاد الصناديد، ثانيا، أقسمنا لله الواحد الأحد الا نتراجع". وهاجم الناشط الريفي الأحزاب السياسية والمنتخبين الذين شاركوا في اجتماع سابق بتنسيق مع وزارة الداخلية، حيث وصفهم ب"الدكاكين السياسية التي تستجيب للسلطة"، مؤكدا على أن الحراك لن يتوقف بمثل هذه الممارسات. وهاجم نشطاء الحراك، الدولة بشعارات منددة بمقتل "محسن فكري" الذي كان طحنه في شاحنة للنفايات شرارة إنطلاق الحراك، حيث رفعوا شعارات قوية من قبيل "محسن مات مقتول والمخزن هو المسؤول"، "هذا الريف وحنا نساو والمخزن يجمع راسو"، و"باراكا باراكا من الرشوة ومن الفساد". وطالب المحتجون بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلوا منذ حراك عشرين فبراير عام 2011. من جهة أخرى، أوضحت سعاد الشيخي، نائبة برلمانية سابقة، وعضو المجلس البلدي لمدينة الحسيمة (عن المعارضة)، أن الأمور تسير نحو المجهول، وأن السلطات تترقب"، مؤكدة على أن كل محاولات نسف الحراك فشلت، "بالرغم من الصراعات القائمة بين نشطاء الحراك، وبالرغم من انسحاب مجموعة من النشطاء لكن الجميع يرغب في استمرار الحراك". وتابعت الشيخي في تصريح لموقع "لكم"، بالقول "الدولة تتحمل المسؤولية، فمنذ البداية جميع المقاربات التي استعملت مع الحراك فشلت، بل ساهمت في المزيد من الاحتقان". يذكر أنه لم يفتح حوار رسمي من طرف الدولة مع النشطاء المعنيين، مما جعل الحراك يتمدد إلى باقي المناطق المجاورة لمدينة الحسيمة وصولا إلى مدينة تارجيست حيث شهدت أغلب هذه المناطق طيلة هذا الأسبوع احتجاجات غير مسبوقة تنذر بتصاعد في وتيرة الغضب الشعبي تجاه الدولة ومؤسساتها.