طالبت زوجة الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع، ذات الأصول المغربية، باللجوء رفقة زوجها وأسرتها إلى المغرب، وذلك خلال المفاوضات التي قادها رئيسا السينغال وموريتانيا لإيجاد حل للأزمة في البلاد، حسب ما ذكرته قناة الجزيرة اليوم السبت. وأعلن جامع تنحيه رسميا عن السلطة بغامبيا، قائلا في التلفزيون الرسمي صباح اليوم السبت: "لقد قررت اليوم بضمير صاف التخلي عن زمام قيادة هذه الأمة العظيمة". وأضاف: "إنني أناشد كل من أيدوني أو عارضوني خلال هذه الفترة أن يضعوا مصلحة أمتنا غامبيا العليا فوق كل اعتبارات حزبية وأن يسعوا للعمل معا كأمة واحدة". وتوصل رئيسا موريتانياوغينيا، أمس الجمعة في بانجول، إلى اتفاق مبدئي على خروج الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع من غامبيا، غير أن المناقشات تتواصل حول شروط رحيله، بحسب ما علمت وكالة "فرانس برس". واستقرت المفاوضات، بحسب مصادر، عن أن يحيى جامع سيغادر بلده رفقة أفراد أسرته ومقربين منه دون أي ملاحقة قضائية، فيما أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أن جامع حصل على ضمانات بعدم ملاحقته وسيستقر في بلد أفريقي، دون أن يحدده. وذكرت قناة الجزيرة نقلا عن مصادر، أن البلد الذي سيتجه إليه جامع هو غينيا بيساو، بعدما كانت كان المغرب هو الوجهة المقترحة. وعرضت الرباط على الرئيس الغامبي المتنحي يحيى جامع، اللجوء إلى المغرب توازيا مع المساعي التي تبذلها دول غرب أفريقيا لحل الأزمة السياسية في البلاد. وأوردت مصادر إعلامية أن الرباط كانت قد اقترحت على الرئيس الغامبي يحيى جامع، الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة واللجوء إلى المغرب، حيث قدمت مخرجا لحالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس الخاسر في الانتخابات، تقضي بأن يعترف يحيى جامع بفشله في الانتخابات، على أن تضمن له الرباط اللجوء إليها. وأوضحت المصادر أن الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية ناصر بوريطة، ورئيس الاستخبارات الخارجية ياسين المنصوري، قاموا بزيارة إلى غامبيا في الأيام القليلة الماضية، وحاولوا إقناع يحيى جامع بالعرض المغربي، دون أن تتأكد هذه التحركات من مصادر رسمية مغربية. وكان أداما بارو قد فاز في الانتخابات الرئاسية التي نظمت يوم الأول من دجنبر الماضي، وتلقى اتصالا من جامع اعترف فيه بالهزيمة وأقر بفوز بارو، وهو الاتصال الذي بثته وسائل إعلام رسمية غامبية، قبل أن يتراجع عنه بعد أسبوع مقدما طعنا في نتيجة الانتخابات. ويطوي قرار تنحي جامع عن الحكم، صفحة حكم بدأ عام 1994، عندما استولى جامع على السلطة بغامبيا في انقلاب عسكري. وكانت قوات "إكواس" (7 آلاف جندي) قد دخلت غامبيا في ساعة متأخرة يوم الخميس، وانتشرت دبابات وطائرات حربية تأهبا لاجتياح العاصمة، لإرغام جامع على الرحيل، بسبب رفضه التخلي عن الرئاسة للرئيس الجديد أداما بارو الذي اضطر إلى حلف اليمين في سفارة غامبيا في دكار. وكان أداما بارو قد فاز في الانتخابات الرئاسية التي نظمت يوم الأول من كانون دجنبر الماضي، وتلقى اتصالا من جامع اعترف فيه بالهزيمة وأقر بفوز بارو، وهو الاتصال الذي بثته وسائل إعلام رسمية غامبية، قبل أن يتراجع عنه بعد أسبوع مقدما طعنا في نتيجة الانتخابات.