بعد إمطارهم بوابل من الإنذارات والاستفسارات وتهديدهم باللجوء إلى الفصل 75 من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية المتعلق بعقوبة العزل، تدخل منتدى "إفوس" للديمقراطية وحقوق الإنسان للوساطة بين المساعدين التقنيين والأعوان المعتصمين بمقر جماعة فم الحصن والعاملين بمرفق النظافة وبين مجلس الجماعة الترابية فم الحصن بإقليم طاطا من أجل تحقيق مطالبهم وإنقاذهم من شبح العزل وإنهاء الاعتصام الذي استمر منذ 20 أبريل 2018. وأكد مبارك اوتشرفت، رئيس منتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان أن المنتدى عرض القيام بمساعي حثيثة من أجل التوسط بين الإدارة وأعوانها من أجل إنقاذهم من شبح العزل وإيجاد آليات لتسوية المشكل، موضحا أن المنتدى تدخل لتقريب وجهات النظر. وأضاف الفاعل الحقوقي في تصريح لجريدة "العمق" أن تقريب وجهات النظر ب3 إجراءات، أولها فتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الأعوان وبحضورهم وتحت إشراف السلطة الوصية، ثانيها إلغاء الإنذارات وتطبيق مسطرة سحبها، ثالثها استعداد المنتدى لبحث كل المقترحات والتعاون مع جميع الأطراف لإيجاد حل متوافق حوله. وأوضح أوتشرافت أن الاجتماع الذي سبق بحضور باشا فم الحصن وممثلي نقابة عمالية لم يخلص إلى نتيجة بسبب تمسك كل تطرف برأيه، مضيفا أن تباين وجهات النظر دفع المنتدى إلى قيادة وساطة في الموضوع من أجل إنهاء المشكل وإيقاف شبح العزل. وحث الناشط الحقوقي على إجراء حوار لا غالب ولا مغلوب فيه، موضحا أن على الجميع التعبير عن حسن النية، والعمل من أجل تسوية الأمور العالقة، وإعطاء مهلة وفرصة للإدارة لتحقيق كل النقط التي وعدت بتوفيرها من مستلزمات العمل، وتوفير شروط اشتغال أعوان النظافة لتأدية واجبهم المهني في ظروف لائقة. وكان غياب التلقيح الخاص بأعوان شاحنة النظافة ضد "الفيروس الكبدي ب" أخرج عمال النظافة بالجماعة الترابية بفم الحصن إقليم طاطا إلى الاحتجاج، مطالبين بتمكينهم من التلقيح وذلك لحمايتهم من الأخطار الناتجة من ملامس النفايات، مشيرين إلى أنه منذ التحاقهم بالعمل أكتوبر 2015 لم يستفيدوا من أي لقاح. وطالب عمال النظافة في مراسلة حصلت جريدة "العمق"، والي جهة سوس ماسة وعمال الإقليم وباشا فم الحصن بالتدخل لدى رئيس جماعة فم الحصن من أجل إنصافهم والاستجابة لمطالبهم المتمثلة إلى جانب اللقاحات من الاستفادة من التعويضات المادية عن أيام العطل والأعياد. ودعا المصدر ذاته السلطات الولائية والإقليمية والمحلية بالتدخل لدى رئيس الجماعة من أجل توفير لوازم العمل مرتين أو ثلاثة خلال السنة، موضحا أن العمال يستفيدون حاليا فقط من بذلة وحيدة كل سنة، وإلى توفير الكمامات للوقاية من الحشرات والروائح الكريهة التي تصاحب عملهم في المجال. وطالب المصدر نفسه بالتراجع عن ما سماه ب"الإنذار غير القانوني" في حقهم، وبالاستفادة من التعويضات خلال أيام العمل داخل مقر الجماعة وخارجا (غير شاحنة النفايات) باعتبارهم يقومون بأعمال الكنس وجمع النفايات، بالإضافة إلى منحهم رخصا استثنائية يخولها القانون 10 أيام سنويا. وقامت المجلس الجماعي لفم الحصن بإنزال عقوبات في حق المعتصمين تتجلي في الاقتطاع من أجورهم إلى جانب توجيه انذارات واستفسارات لهم. ودخلت الجامعة الوطنية لموظفي وعمال جماعة فم الحصن على الخط، مطالبة رئيس المجلس بضرورة التدخل الفوري وفتح باب الحوار لحل كل المشاكل العالقة بالجماعة. وتضامن بيان الجامعة توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، مع كافة موظفي الجماعة وخاصة عمال النظافة. وتدخل منتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد توصله بتاريخ 01 ماي 2018 بمراسلة من طرف المساعدين التقنيين والأعوان الخمسة المعتصمين بمقر جماعة فم الحصن والعاملين بمرفق النظافة، والتي يطلبونا فيها من المنتدى التضامن والمؤازرة والتدخل لدى الجهات المعنية بالاستجابة لملفهم المطلبي. وأكد تقرير إخباري للمنتدى توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أنه بعد الاستقصاء والدراسة لملف الأعوان بالجماعة العاملين بالنظافة، تبين للمنتدى من خلال هذه الجلسات؛ غياب الحوار بين الطرفين رغم أن إضراب أعوان النظافة بدأ منذ 20 أبريل 2018؛ وسبقته طلبات من طرف الأعوان لكل من السلطات الوصية والمجلس الجماعي من أجل الاستجابة لمطالبهم. وأوضح المصدر ذاته أنه ظهر للمنتدى استعداد المجلس الجماعي لتحسين وضعية أعوان النظافة، رغم أن وضعيتهم –حسب المجلس– تنسجم وما هو معمول به في مرفق النظافة على مستوى الجماعات الترابية للمغرب، واعتبارهم للاستفسارات والإنذار في حق أعوان النظافة؛ هو نتيجة تقاعسهم عن أداء مهامه وشكايات من طرف المواطنين.