لازالت مقاطعة كتاب وجمعيات ثقافية للمعرض الجهوي للكتاب الذي نظمته وزارة الثقافة والاتصال بخنيفرة، تخلق ردود فعل متباينة، حيث دق مثقفون بالمدينة ناقوس الخطر بخصوص الممارسة والتدبير الثقافي بالمدينة، مؤكدين أنه "داخِل عالم تتنامى فيه الحاجة إلى تفعيل الثقافة وجعلها قطبا حيويا، فإن النخب الفكرية و الإبداعية والفنية والإعلامية والفعاليات المدنية مدعوة إلى الانخراط في أسئلة الممارسة والتدبير الثقافيَّين مشارَكةً، تصحيحاَ ومسانَدة، تحقيقا للسلوك المعرفي المُفترض عمليّا". وسجل الموقعون على البيان الثقافي الذي تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، "عددا من الاختلالات في التدبير والتسيير للحقل الثقافي بالمدينة وبالجهة، فضلا عن ماتعرفه من أعطاب في المنشآت والفضاءات ومجالات الممارسة الفنية والفكرية والابداعية، أفضت إلى خلق مساحةِ احتقان وتذمر، ثم أَجّجَت بسبب تراكمها عددا من المواقف الفردية والجماعية المُمانعة والمتحصّنة بالمقاطعة". كما اعتبر البيان الذي حمل توقيع العشرات من الكتاب والجمعيات الثقافية الفاعلة، أن "مقاطعة الدورة العاشرة للمعرض الجهوي للكتاب بجهة بني ملالخنيفرة 2018، والبيانُ المؤطّر لها الصادر عن المبدعين والكتاب والفنانين بخنيفرة والمهتمين بالشأن الثقافي والفاعلين فيه، جاء في هذا السياق" وحمل البيان ذاته "ما آلت إليه أوضاع التدبير الثقافي ومنشآت الممارسة الفكرية والفنية بالمدينة للوزارة الوصيّة وللمديرية الجهوية للثقافة ولإدارة المركز الثقافي بخنيفرة"، رافضا "تحميل المثقفين والمبدعين المسؤولية في فشل المعرض الجهوي للكتاب". وقال البيان المذكور: "نثمّن عاليا الانخراط المسؤول والواعي لعدد من الفعاليات الثقافية والفنية والمنابر الإعلامية، ونشكر دعمَ هذا الحراكمن طرف مثقفي الجهة وخارجها." وأدان البيان نفسه ما سماه "انجراف النسخة العاشرة للمعرض الجهوي للكتاب –بسبب سوء التدبير وعشوائية البرمجة- إلى تظاهرة شكلية تفضحها نِسبُ مُقاطعةِ المُدرَجين في البرنامج اختيارا أو قسرا، ونِسبُ حضور عموم المهتمين والزوار لفقراته". الموقعون على البيان شجبوا إقصاء الفاعلين الثقافيين –أفرادا وجمعيات- من الدعوة للّقاء الذي عقده وزير الثقافة بخنيفرة لمناقشة الوضع الثقافي ومشاريعه"، مردفين بالقول: "نطالب بمندوبية إقليمية للثقافة، ومندوبية إقليمية للسياحة بخنيفرة وتفعيل الاتفاقيات المتعلقة بإحداث عدد من المنشآت بالمدينة: ( المسرح، المعهد الموسيقي..)، كما نطالب بإنشاء رواق دائم للعرض التشكيلي، وبتأهيل قاعات المركز الثقافي لتناسب شروط إقامة ندوات فيها وموائد مستديرة وأنشطة فنية". كما طالبوا ب"تهيئة المواقع الأثرية بالمنطقة (فزاز)، وحماية التحف التاريخية، ومنح أنشطة المدينة حقها من الإعلام المرئي لتسويق الفعل الثقافي المحلي، والاحتفاء بالمبدعين المحليين المتوجين في المحافل الوطنية والدولية في المسرح المدرسي والتشكيل و دمقرطة الدعم الموجه للجمعيات الفاعلة، مع الإشراك الفعلي للمثقفين والفنانين والجمعيات في اتخاذ القرارات في ما يعنيهم في الحقل الثقافي بالمدينة، وفي تدبير وبرمجة المحطات والتظاهرات الثقافية المقبلة"، يقول البيان ذاته.