المملكة المغربية وراء القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله و أيده ضامن للاستقرار السياسي و الأمن العالمي. يتميز مغاربة العالم جيلا بعد جيل ٍ و في عهد بعد عهد بالتزامهم العميق بحب الوطن بدون مزايدات و الوفاء له بفخر و اعتزاز و الدفاع عن مقدساته في نكران ذات، يسعون الى تنميته و الذود عن حياضه و وجوده في المحافل و اللقاءات بحب فطري غريزي متأصل في النفوس و للأسف في غياب متواصل لتأطير مؤسساتي منظم و مدعم لهذه الغريزة الفطرية المرتبطة بالايمان و كأنها دين مستحق لا تتأثر بزمان و مكان البعد عن أرض الوطن الحبيب. هذا الحب للوطن أعتبره إلهام رباني منفرد و خاص لا يمكن قياسه بميزان و لا بمكيال و لا يدخل في مزايدات و مقاربات مقلصة في أعمال فلكلورية لا تحمل شحنة تواصلية هادفة تأخذ الفئات المستهدفة في العالم فكرا و ثقافة و فلسفة بعين الاعتبار لنصل الى درجة الاقناع القصوى و في أسوأ الاحوال المتوسطة لاننا و في كل الاحوال أصحاب قضية عادلة تحتاج الى ديبلوماسيين و ديبلوماسيات ومحامين و محاميات صادقين و صادقات من طينة مغاربة العالم. فالدين الاسلامي و الوطن الملخص في شعار المملكة المغربية الله – الوطن – الملك هو الجامع و الموحد لشتات المغاربة في القارات الخمس. و تحضرني ذكريات كثيرة في هذا السياق منها رفض عدد كبير من المغاربة من الجيل الأول في ثمانينات القرن الماضي تقديم طلب الحصول على جنسية البلد المضيف لأنه سيُنعثُ بعد هذا الإجراء الاداري ب"الالماني" أو "الفرنسي" أو "الايطالي"، و هذه في مخيال و ذاكرة و عقل و فؤاد هذه الفئة "خيانة". خيانة لا يمكن مسح آثارها أمام هذا الحق المستحق اتجاه الوطن بين أفراد مغاربة العالم أو حين العودة الى القبيلة و الدوار و المدشر، إجراء إداري لا يتطلب إلا توقيعا على بعض الوريقات كان بالنسبة لهذا الرعيل و كأنه توقيع على "خروج من الملة" و دخول في أخرى. من جميل الحكايات كذلك في هذا الإطار ما كان يحكيه لي بعض الإخوة بأريحية و ابتسام في جلسات أو لقاءات داخل المساجد مثلا حيث ان بعض الأسر تحافظ على جوازات السفر المغربية في علب، العلب في صناديق مغلقة بمفاتيح و الصناديق في مناديل و الكل في صوان غرف النوم لا يعرف مكانها إلا العقلاء من أفراد الاسرة. و كم من مرة قبَّل أحدهم جوازه لما يكنه له من حنين و ما يحمل هذا الجواز من رمزية و دلالات وطنية عميقة و تاريخ و حضارة مغربية. لكن و للاسف لم يحظ هذا الشعور الفطري في حب الوطن و المقدسات و التفاني في الدفاع عنها -و التي مازالت قلوب مغاربة العالم تنبض بها – بعناية مستديمة من طرف المؤسسات المغربية من أجل تطويرها إلى رافعة و لوبي قوي و تشكيلها في بنيات لديبلوماسية ثقافية عزيزة في حفظ العهد و قوية في مواجهة أعداء الوطن و ذلك من خلال تقوية كفاءاتها و دعم ما أنجزه مغاربة العالم أنفسهم من مساجد و جمعيات و ما أحرزوه من اعترافات و ما حصلوا عليه من ثقة من البلد المضيف و مؤسساته . و ها نحن الآن و في ظل كل هذه التحديات الجيوسياسية و الرقمية نحتاج إلى هذه الديبلوماسية الموازية لمغاربة العالم لنشكل بها جبهة عريضة ومتماسكة . فكيف السبيل إليها و كيف يمكن لنا تعبئتها بنظام و انتظام في ظل القوانين الجاري بها العمل في البلدان الاروبية لتفادي البلبلة و كيف يمكن لنا توحيد كلمتها لكي تصدح عاليا و كما قال أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء أن "المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها" و بأن "سيادة المغرب لا يمكن أن تكون رهينة لأفكار إيديولوجية، وتوجهات نمطية لبعض الموظفين الدوليين. وأي انزلاقات أو مغالطات، سترهن عمل الأممالمتحدة في هذه القضية". تهمنا قضيتنا الوطنية بصفتنا أولا مغاربة حتى النخاع و بصفتنا ثانيا كمواطنين نحمل جوازات هذه البلدان المضيفة التي اصبحنا جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعها و ثالثا في ظل العولمة و الحفاظ على السلم و السلام الكوني و رابعا في مواجهة كل بؤر التوثر التي يحاول أصحاب النفوس و العقول الضيقة خلقها لأن مملكتنا وراء القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله و في ظل جهوده الحتيتة تكون ضامنا قويا للاستقرار العالمي . __________________ *أستاذ و مستشار في شؤون الاندماج و التربية