كشف عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول وقائد تجربة التناوب التوافقي سنة 1998، والقيادي في الاتحاد الاشتراكي، الذي اعتزل السياسة منذ 2003، عن السبب الذي جعله يقبل بإدريس البصري وزيرا للداخلية في حكومته. وقال اليوسفي في مذكراته المعنونة ب"أحاديث في ما جرى" التي ستصدر قريبا، إنه فضل أن يكون البصري وزيرا للداخلية في حكومته على أن يلتحق بالديوان الملكي، مضيفا بقوله "كان إدريس البصري يهيمن على ما أطلق عليه "أم الوزارات" أي وزارة الداخلية، التي كانت لها اليد الطولى في تزوير الانتخابات وفي صنع أحزاب إدارية قبل أي استحقاق لتحتل المراتب الأولى فيه. كان قدرنا في المعارضة، هو مقاومة هذا الأسلوب والتصدي له". وأكد اليوسفي، أنه فضل أن يكون البصري ضمن الطاقم الحكومي، "بدل أن يلتحق بالديوان الملكي، ويصبح إذاك في موقع لن يتردد في استغلاله من أجل وضع عراقيل من شأنها تعقيد طرق الاتصال بجلالة الملك، وبالتالي عرقلة النشاط الحكومي". واعتبر أن قراره ببقاء البصري داخل التشكيلة الحكومية، "يمنحنا فرصا أكثر لمواجهة أي محاولة من شأنها التأثير على البرنامج الحكومي. وهذا ما حصل فعلا، بحيث لم يعد يقوم بنفس الدور الأساسي والرئيسي الذي كان يعتقد أنه الوحيد القادر على إنجازه". وتابع قائلا: "ورغم التعليمات التي أصدرت إليه من طرف جلالة الملك الحسن الثاني رحمه لله، بعد تعييني وزيرا أول، بواجب الدعم من أجل إنجاح هذه التجربة، إلا أنه وكما يقال، الطبع يغلب التطبع". وتحدث الزعيم الاتحادي، عبد الرحمان اليوسفي، في مذكراته، أيضا، عن طفولته ومراهقته، وانخراطه في المقاومة المغربية في أربعينيات القرن الماضي، وعن الزعيم الاتحادي المهدي بنبركة وعن معارضته السياسية والانقلاب على الحكم، وكذا علاقته بالجزائر وما يعرفه عن اغتيال عمر بنجلون، وكواليس تقلده السلطة في ما عرف بحكزمة التناوب، الذي سيختم به اليوسفي مساره السياسي في سنة 2003.