كشف عبد الرحمان اليوسفي، رئيس حكومة التناوب، الذي أحجم عن البوح منذ اعتزاله السياسة في 2003، عن سبب قبوله بإدريس البصري، وزير داخلية الحسن الثاني، عضوا في حكومته. وقال في مذكراته التي يرتقب أن تصدر قريبا، إنه فضل أن يكون ضمن الطاقم الحكومي، بدل أن يلتحق بالديوان الملكي. ويضيف اليوسفي:"إذاك يصبح في موقع لن يتردد في استغلاله من أجل وضع عراقيل من شأنها تعقيد طرق الاتصال بجلالة الملك، وبالتالي عرقلة النشاط الحكومي". وقال قائد التناوب الحكومي:"اقترح علي المرحوم الحسن الثاني الاحتفاظ بإدريس البصري وزيرا للداخلية، لأن مجلس الأمن كان ينوي إجراء الاستفتاء في أقاليمنا الجنوبية، سنة 1998، ولكونه كان ماسكا بهذا الملف ل15 سنة". ومما ورد في المذكرات أيضا، أن "البصري كان يهيمن على ما أطلق عليه أم الوزارات، أي وزارة الداخلية، التي كانت لها اليد الطولى في تزوير الانتخابات". وأوضح اليوسفي أن وزارة الداخلية كانت تصنع أحزابا ادارية قبل أي استحقاق، لتحتل المراتب الأولى، "كان قدرنا في المعارضة هو مقاومة هذا الأسلوب والتصدي له". يقول اليوسفي: "كان قراري أن بقاءه داخل لتشكيلة الحكومية يمنحها فرصا أكثر لمواجهة أي محاولة من شأنها التأثير على البرنامج الحكومي، وهذا ما حصل فعلا بحيث لم يعد يقوم بنفس الدور الأساسي الرئيسي الذي كان يعتقد أنه الوحيد لقادر على إنجازه". وتابع اليوسفي، انه "رغم التعليمات التي أُصدرت إليه من طرف الملك الراحل، بعد تعييني وزيرا أول، بواجب الدعم من أجل إنجاح التجربة، إلا أنه كما يقال، الطبع يغلب التطبع".