مفاجآت وحقائق كبيرة يرتقب أن تكشف عنه مذكرات، رئيس حكومة التناوب عبد الرحمان اليوسفي، الذي أحجم عن البوح منذ اعتزاله السياسية في 2003. وكشف اليوسفي، في مذكراته التي يرتقب أن تصدر قريبا، عن أنه اكتشف وقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي، زرع أجهزة للتجسس في شقة بالرباط، كانت تحتضن مشاورات تشكيل الحكومة. وقال اليوسفي إنه بعد اكتشاف عملية التجسس على مشاورات تشكيل الحكومة سنة 1998، بادرت قيادة الحزب إلى اختيار مكان آخر من أجل احتضن المشاورات السياسية. ويعرض عبد الرحمان اليوسفي في مذكراته، الموسومة ب"أحاديث في ما جرى"، شذرات من سيرته كما رواها لصديقه مبارك بودرقة، الذي كان عضوا في اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وكان بودرقة عاش في المنفى منذ لجوئه إلى الخارج سنة 1973، على خلفية الأحداث المرتبطة بالتنظيم السري الموازي للحزب آنئذ. وقال اليوسفي، إنه في بداية سنة1998، اتصل به وزير المالية آنذاك، ادريس جطو، وأخبره ان الحسن الثاني هو الذي كلفه بلقائه. وقال جطو لعبد الرحمان اليوسفي، أن الملك ألغى مسلسل التناوب الذي أطلقه سنة 1994، لإيمانه بأن التناوب الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا مع من كانوا في المعارضة طيلة العقود الماضية. وحين استقبل الملك الراحل عبد الرحمان اليوسفي في القصر الملكي يوم الأربعاء 4 فبراير، عينه وزيرا أول، وطلب منه أن يأخذ الوقت الكافي لتشكيل الحكومة.