أشاد رئيس المجلس الوطني النمساوي بمتانة الاستقرار الذي يعرفه المغرب وبجهوده الكبيرة في مسلسل بناء نموذج ديمقراطي وتنموي يشكل استثناء لمنطقة جنوب المتوسط وشمال إفريقيا. واعتبر رئيس المجلس الوطني النمساوي، الذي سبق أن شغل منصب وزير الداخلية في حكومة النمسا، خلال مباحثات جمعته بوفد برلماني مغربي برئاسة رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش بفيينا، أن المغرب يتميز عن باقي دول المنطقة بكونه ديمقراطية راسخة في التاريخ وليست وليدة اللحظة. وقال في هذا الشأن إن "بلاده تثق في المغرب وتدعم المسار الذي يقطعه كنموذج لبلد مستقرة وطموح يسير بثبات نحو المستقبل بقيادة الملك محمد السادس الذي يجسد نموذجا للملك الحداثي والديمقراطي". وفي نفس السياق، أبرز المسؤول النمساوي الدور المحوري للمغرب في مجال استتباب الامن والاستقرار بالمنطقة وفي القارة الإفريقية، مؤكدا أنه يدرك جيدا حجم التحديات التي يواجهها المغرب. وأبرز أن تعامل المغرب مع هذه التحديات نموذجي وناجح، خاصة في ملف الهجرة والتهديدات الإرهابية، وأيضا في مجال الطاقات المتجددة ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية، مشيرا أ "المغرب حقق تقدما لا يصدق وباهرا في مجال الطاقات المتجددة من خلال مشروع توليد الطاقة الشمسية "نور". وأكد رئيس الغرفة الأولى بالبرلمان النمساوي، أن بلاده تتقاسم مع المغرب نفس التصور لمعالجة الظواهر والمخاطر المتعلقة بالهجرة والتهديدات الإرهابية، والمتمثل في حل هذه المشاكل داخل بلدان المنبع، من خلال سياسات تدعم التنمية بهذه البلدان، مشددا على أن المغرب هو منصة إفريقيا والبوابة التي يمكن أن تنجح من خلالها هذه السياسات، خاصة في ظل التوجه الذي سلكه تجاه القارة الإفريقية. من جهته، دعا حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين البرلمان النمساوي بغرفتيه إلى استثمار كل الفرص المتاحة بين البلدين من أجل تعاون أعمق وشراكة أوسع تشمل كل المجالات وفق مبدأ رابح-رابح. وأكد بن شماش، خلال مباحثات أجراها الوفد البرلماني المغربي بفيينا مع رئيس المجلس الوطني النمساوي وولف كانك سوبوتكا، أن المغرب وفي بالتزاماته الدولية خاصة في المجالات المرتبطة بمواجهة تحديات الهجرة والمخاطر الإرهابية بمنطقة المتوسط والساحل. وذكّر بن شماش بالعلاقات التاريخية التي تربط بين المغرب والنمسا والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان، وأيضا الرهانات المتقاسمة بينهما، مضيفا أن المغرب قدم نموذجا رائدا في تدبير عدد من القضايا الحساسة التي تواجهها أوروبا ومنطقة إفريقيا على غرار إشكالية الهجرة والاتجار في البشر والاستثمار في الطاقات البديلة. وتوقف رئيس الوفد البرلماني المغربي عند السياسة التي أطلقها الملك محمد السادس منذ 2013 في مجال الهجرة، والتي أسفرت عن تسوية وضعية ما يقارب 30 ألفا من المهاجرين غالبيتهم قادمين من دول جنوب الصحراء، مشددا على أن قطار الإصلاح في المغرب انطلق ولن يتراجع رغم كل التقلبات والاضطرابات التي تحيط به في سياق جيوسياسي متقلب وغير مستقر. واستعرض بن شماش الأوراش التنموية الكبرى المفتوحة بالمغرب والتي حولت المغرب إلى ما يشبه ورشا كبيرا بقيادة الملك محمد السادس، وقوت من أسس وركائز استقراره، مضيفا أن المغرب يشكل فعلا استثناء بحكم تاريخه المديد على مدى قرون. وعلى المستوى البرلماني، دعا بن شماش الجانب النمساوي إلى تعميق التعاون المؤسساتي من خلال بلورة مشاريع وبرامج عمل ملموسة خدمة لمصالح البلدين والشعبين.