قال حكيم بن شماش إن المغرب يطمح إلى تعاون أعمق وأوسع مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خاصة في مجالات الهجرة ومواجهة التهديدات الإرهابية ومخاطر التغيرات المناخية. وأكدد بن شماش، في مداخلة له بإسم البرلمان المغربي بمناسبة الدورة الشتوية 17 لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا بمدينة فيينا النمساوية، على أن ذاكرة المنظمة وجمعيتها البرلمانية ومختلف الهيئات التابعة لها، تحتفظ برصيد المساهمات البناءة التي قدمها المغرب حتى قبل مؤتمر هلسينكي المنعقد سنة 1975 في مواجهة التهديدات الأمنية والإرهابية، مشيرا في هذا الاطار إلى أن المغرب طور تجربة رائدة في مكافحة هذه التهديدات العابرة للحدود وأنه يبذل جهودا متواصلة وحازمة في مكافة الإرهاب، وفي نفس الوقت يواصل ديناميات الإصلاح وأوراش التنمية والبناء المؤسساتي الديمقراطي. وفي نفس السياق، ذكر بن شماش بجهود المغرب المتواصلة تحت قيادة الملك محمد السادس في مكافحة الاتجار في البشر، خاصة الاتجار بالنساء، وأيضا بالمبادرات والأوراش العملية المرتبطة بالطاقات المتجددة التي يقدم المغرب من خلالها أقوى نموذج عن الشراكة لمكافحة التهديدات المرتبطة بالتغيرات المناخية. وقال رئيس مجلس المستشارين إن المغرب إذا كان "يجدد التعبير عن استعداده لتقاسم تجربته الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب، فإنه يذكر بالخطر الآتي من منطقة الساحل جنوب الصحراء، والمتمثل في الزواج الضروري والمصلحي بين المنظمات الإرهابية ومنظمات الجريمة المنظمة والبوليساريو". وهو الزواج/التحالف الذي يمثل، يضيف بن شماش، "خطرا محدقا ومستمرا على المنطقة بكاملها، وندعو من هذا المنبر إلى اعتبار التصدي لها أولوية قصوى في أجندة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وأكد بن شماش في معرض كلمته أنه إذا "كنا نحيي ونثمن كل المبادرات والمجهودات التي قامت وتقوم بها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مكافحة التهديدات والمخاطر المرتبطة بالأمن والسلم.. فإننا نود أن نلفت الانتباه إلى أهمية إعادة بناء استراتيجية المنظمة في اتجاه التركيز على حل المشاكل والتهديدات في مكان تواجدها، وليس بعد وصولها إلى حدود اوروبا". واعتبر رئيس الوفد البرلماني المغربي ان مشكل الإرهاب يجب مواجهته في المناطق المصدرة والراعية للتطرف والإرهاب، والهجرة غير النظامية واللجوء، في الدول والمناطق التي تصدر المهاجرين واللاجئين.. ". هذا ولقيت دعوة بن شماش تنظيم المؤتمر القادم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (الدورة 18) بالمغرب، ترحيبا من لدن ممثلي البرلمانات الأوربية. وفي هذا الصدد أعلن كلا من رئيس الجمعية البرلمانية للأمن والتعاون في أوروبا جيورج تسيرتيلي، والأمين العام للمنظمة، استحسانهما لهذا الاقتراح، وذلك في لقاء جمعهما برئيس الوفد المغربي حكيم بن شماش على هامش هذه التظاهرة. وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية البرلمانية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا، ان اقتراح تنظيم المؤتمر القادم للمنظمة لأوروبا يعد تعبيرا قويا من البرلمان المغربي على جديته وانخراطه المسؤول في تطوير التعاون في مجالات الأمن والهجرة مع منظمة الأمن والتعاون والجمعية البرلمانية، مضيفا أن تنظيم الدورة القادمة بالمغرب سيشكل حدثا غير مسبوق لكونه سيكون أول مؤتمر للمنظمة خارج أوروبا، وبالتالي مناسبة للتعبير للمغرب عن التقدير الذي يحظى به لدى هذه المنظمة. ويشارك حكيم بن شماش على رأس وفد برلماني مغربي في اشغال الدورة الشتوية 17 لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا المنعقدة بفيينا بالنمسا. ويضم الوفد كلا من المستشار مصطفى بكوري رئيس الشعبة البرلمانية المغربية بالجمعية البرلمانية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ورئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، والمستشار كريم الهمص عضو الشعبة في نفس الجمعية البرلمانية، إضافة الى ثلاثة برلمانيين يمثلون مجلس النواب. إلى ذلك أجرى الوفد البرلماني المغربي برئاسة حكيم بن شماش سلسلة من المباحثات مع كبار المسؤولين الأوروبين تناولت مجموعة من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.