أثارت رسالة مكتوبة قدمها ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف المعتقل بالبيضاء، إلى محاميه أثناء جلسة المحاكمة، اليوم الثلاثاء، ضجة كبيرة بين الدفاع والنيابة العام والقاضي، فيما حول المعتقلون قاعة المحاكمة إلى ساحة لشعارات الحراك. ناصر الزفزافي الذي تم نقله إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بعد شعوره بآلام وانقباض في القلب أثناء جلسة المحاكمة، عاد إلى المحكمة بعد إجراء الفحوصات الطبية، وطالب من القاضي تلاوة تقرير الطبيب وليس رواية النيابة العامة. وأوضح بعدما منحه القاضي الكلمة، أن الطبيب أكد إصابته بجفاف للماء ونقص حاد للسكر وارتفاع مستوى الملح في جسده بسبب إضرابه عن الطعام والماء لليوم السابع على التوالي، مشيرا إلى أنه لا يعلم مدى خطورة وضعه الصحي وقد يسقط في أي لحظة، وفق تعبيره. وكشف الزفزافي أنه تم نقله إلى المستشفى عبر سيارة شرطة "صطافيط" وليس سيارة إسعاف كما قال ممثل النيابة العامة، مردفا بالقول: "الجلسة لها رئيسها وليس النيابة العامة هي من تسير". والتمس الدفاع استدعاء طبيب مختص في الإضراب عن الطعام لفحص الوضع الصحي للزفزافي، وإحضار طبيب مياوم طيلة الجلسات لمتابعة الحالة الصحية للمعتقلين، فيما اعتبر ممثل النيابة العامة أن الدفاع يعطي للموضوع حجما أكثر مما يستحق، معتبرا أن الطبيب أكد أن الوضع الصحي للزفزافي مستقر، وملتمسا من القاضي مواصلة الجلسة. قائد الحراك طالب من القاضي تسليم رسالة مكتوبة له إلى أحد محاميه، غير أن القاضي رفض ذلك، وهو ما أثار غضب هيئة الدفاع الذين اعتبروا الأمر منها لحقهم في التخابر مع موكليهم، قبل أن يسمح القاضي للزفزافي بتسليم الرسالة إلى المحامي عبره. احتجاجات الدفاع ستعود بقوة بعدما تسلم القاضي رسالة الزفزافي وحولها إلى أحد محاميه، هذا الأخير رفض اطلاع القاضي على مضمون الرسالة واعتبرها خرقا لسرية التخابر بين المحامي وموكله، طالبا تسجيل الواقعة في محضر الجلسة. بالموازاة مع ذلك احتجت إحدى المحاميات بقوة على ممثل النيابة العامة بسبب ضحكه، مخاطبة إياه بالقول: "لسنا في حلقة نحن في جلسة محاكمة، المعتقلون مضربون عن الطعام وأنت تضحك، النيابة العامة تتسلط على تسيير الجلسة"، قبل أن يقرر القاضي رفع الجلسة. الزفزافي هتف من داخل القفص الزجاجي بعد رفع الجلسة قائلا: "لنا الله ولهم أسيادهم، هذه المحاكمة غير عادلة، الموت ولا المذلة"، لتهتز القاعة بشعارات المعتقلين الذين رددوا هتفات من قبيل: "عاش الوطن، عاش الملك، عاش الشعب، لا قضاء عادل في البلد، صامدون صامدون رغم القمع والسجون".