في جو متوثر بين محامي معتقلي حراك الريف وممثل النيابة العامة، خلق قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، الحدث في أول جلسة علنية لمحاكمة مجموعته التي تضم 32 متابعا، ملمحا إلى أن نشطاء الحراك تعرضوا للتعذيب عند اعتقالهم، قبل أن يقرر القاضي رفع الجلسة وتأجيلها إلى 31 أكتوبر الجاري. ورغم أن القاضي رفض منح الزفزافي الكلمة أثناء جلسة المحاكمة إثر تقدم دفاعه بملتمس في الموضوع، إلا أن قائد الحراك تحدى قرار القاضي وقال في كلمة مقتضبة له: إن "تواجدنا في هذه المحكمة هو نتيجة المقاربة الأمنية الفاشلة للدولة في منطقة للريف". الزفزافي خاطب المحكمة بالقول: "يجب عليكم التجرؤ على من عذبونا واغتصبونا هناك"، متابعا قوله: "إرادة للشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر"، مرددا بعد ذلك شعار "الموت ولا المذلة"،متابعا قوله: "إرادة الشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر، وانتم تمنعون كلمة الحق وترفضون المحاكمة العادلة". كلمة الزفزافي أثارت حماسة باقي المعتقلين الذين كانوا جالسين في المقاعد الأولى أمام القاضي في القاعة 7 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث رددوا مع الزفزافي شعار "الموت ولا المذلة"، قبل أن تهتز القاعة بترديد نفس الشعار من طرف عائلات المعتقلين والنشطاء الخقوقيين الحاضرين. المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف، قال في مداخلة له أمام القاضي، إن ناصر الزفزافي ظل منعزلا عن العالم لأزيد من 5 أشهر في زنزانة انفرادية، معتبرا ذلك "شكلا من أشكال التعذيب". والتمس المحامي من هيئة المحكمة منح الزفزافي الكلمة، بعدما كان النقيب محمد زيان، قد طالب في نفس الجلسة، بمنح الكلمة للزفزافي للاستماع لوجهة نظره في المحاكمة، بينما ظل قائد الحراك رافعا يده في أغلب أطوار الجلسة من أجل المطالبة بمنحه كلمة.