تعرف أول جلسة محاكمة لقائد حراك الريف ناصر الزفزافي ومجموعته، الجارية الآن بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، خلافات حادة بين النيابة العامة وهيئة الدفاع، رفع على إثرها القاضي الجلسة مرتين إلى حدود كتابة هذه الأسطر. ومباشرة بعد استدعاء القاضي للمعتقل ناصر الزفزافي للمثول أمام هيئة الحكم ضمن إجراءات التثبت من هوية المعتقلين، احتج الأخير على عدم منحه فرصة الكلام، رافعا شعار "الموت ولا المذلة"، و"عاش الشعب"، ليعلن القاضي رفع الجلسة، قبل أن يعلق عليه الزفزافي بالقول: "مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". باقي المعتقلين ضمن مجموعة الزفزافي، تفاعلوا مع شعار قائد الحراك مرددين نفس الهتافات من وراء القفص الزجاجي المصبوغ بالأبيض، إضافة إلى عائلات المعتقلين الحاضرين في الجلسة الذين هتفوا بدورهم مع المعتقلين رافعين شارات "النصر". المحكمة استأنفت الجلسة بعد حوالي نصف ساعة من رفعها، وشهدت ملاسنات بين دفاع المعتقلين وممثل النيابة العامة بسبب ظروف المحاكمة، حيث استنكر محامو المعتقلين وضع موكليهم داخل قفص زجاجي غير شفاف، معتبرين أن ظروف المحاكمة العادلة غير متوفرة، ليرفع القاضي الجلسة للمرة الثانية. وانطلقت بالغرفة الجنائية الإبتدائية بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، صباح اليوم الثلاثاء، أول جلسة محاكمة علنية لقائد حراك الريف ناصر الزفزافي ومجموعته، بالموزاة مع الجلسة الرابعة من محاكمة مجموعة "احمجيق"، بحضور عشرات المحامين الذين يرافعون عن 55 معتقلا موزعين على المجموعتين. وتقاطر عشرات المحامين من مختلف المدن، تجاوز عددهم المائة، على محكمة الاستئناف للمرافعة والدفاع عن قادة حراك الريف المعتقلين بسجن "عكاشة"، بحضور كبير لوسائل الإعلام الوطنية والدولية، بعدما سمحت المحكمة للصحافيين بالتغطية الإعلامية. ويشهد محيط المحكمة احتجاجات مستمرة، منذ انطلاق المحاكمة، من طرف عائلات المعتقلين الذين تقاطروا على المحكمة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم قادمين من الحسيمة وضواحيها.