في تفاعله مع الخطاب الملكي ليوم أمس في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية، قال القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي، إن "الكل يعلم بأن الحياة السياسية في المغرب مريضة، وأن الديمقراطية مريضة ومعطوبة، والكل يعلم بأن هناك التفاف على العملية الديمقراطية". وتساءل أفتاتي في تصريح لجريدة "العمق": "لكن السؤال الآن ما هو العمل؟ هل هو تكريس الانقلاب على نتائج الانتخابات؟ أم تسييد إرادة الشعب"، مشددا على أنه "لا يوجد اختيار من غير تسييد إرادة الشعب"، مبرزا أن "الكل يعلم بأن التغيير ينطلق بأن يحكم الشعب نفسه بنفسه". وأوضح أفتاتي أن وصول المغرب إلى ما وصل إليه اليوم، كان بسبب السطو على مجلس النواب ورئاسة مجلس المستشارين، واستعمال المال من أجل الوصول إلى البرلمان، واستعمال المال من أجل شراء مكاتب رئاسة الجهات، مشيرا أن "المشكل في المغرب أنه هناك من يحلم بأن يحكم بدون قيود وأن يملك بدون حدود". واعتبر المصدر ذاته ضمن تصريحه للجريدة، أن "الحكم بدون قيود والملك بدون حدود هو أصل الظلم"، مشيرا أن الطريق لتجاوز الأزمة التي يتخبط فيها المغرب هو أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بدون لف ولا دوران، منبها في السياق ذاته إلى أنه "لا يمكن أن تجد شعبا سيد نفسه وهو يعيش أوضاعا مزرية من الناحية المادية والمعنوية". وأضاف أن "عمق المشكل في المغرب هو أنه هناك جهات لا تريد أن يحكم الشعب نفسه بنفسه"، مشيرا أنه "لا يمكن لنخبة فاسدة تستعمل المال في تأسيس أحزاب لا قناعات ولا خيارات ولا امتداءات ولا انتماءات لها، بل فقط أحزاب عبارة عن عصابات للاغتناء على حساب بؤس الناس، أن تتجاوب من الخطاب الملكي". واسترسل قائلا: "عندما كنت استمع أمس إلى الخطاب الملكي، كنت أقول ما الداعي إلى الانقلاب على بنكيران؟ رغم أن المتتبعين يفهمون لماذا، ولكن السؤال مازال مطروحا. لماذا إزاحة بنكيران؟"، مشددا على أن "موضوع الإصلاحات يلزمه عمق سياسي، ويجب فتح نقاش عمومي حوله حتى يكون الناس مستعدين للإصلاحات، لأنه ليس كل الإصلاحات في صالح العموم، فالإصلاح هو أن تأخذ من البعض وتعطي للآخر". وهاجم أفتاتي من أسماها ب "الدولة العميقة"، قائلا إن الحزب الذي أنشأته "مزال حاصلة فيه" في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، مضيفا أن "البلاد يلزمها رجة سياسية، ولو كنا في وضع طبيعي لا التجأنا إلى ملتمس الرقابة، ولكن المعارضة مفبركة، يقودها حزب هجين وصنيعة للدولة العميقة". واعتبر أن الحل يكمن في "أن نذهب إلى انتخابات سابقة لأوانها، لكن هذا صعب على بعض الأطراف، لذلك يلزم هناك نقاش سياسي صريح"، مضيفا أنه ينتظر الإجراءات السياسية التي تحدث عن الملك، غير أنه أشار إلى أنه يجب أن يكون هناك نقاش كبير، ويجب أن يبادر حزب العدالة والتنمية إلى فتح نقاش داخل مؤسساته الداخلية ووسط الشعب.