بلغ عدد المستفيدين من برنامج محو الأمية بالمساجد من الموسم الدراسي 2000/ 2001 إلى 2016/ 2017 حوالي مليونين و700 ألف مستفيد، وفق تقرير أعدته مديرية التعليم العتيق ومحو الأمية بالمساجد التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية. وأوضح التقرير حول مجهودات الوزارة للإسهام في القضاء على آفة الأمية، الذي صدر بمناسبة اليوم الوطني لمحو الأمية الذي يصادف 13 أكتوبر من كل سنة، أن عدد المساجد التي تأوي هذه الدروس انتقل من 100 مسجد سنة 2000 إلى 6862 مسجدا سنة 2017، مضيفا أن عدد مؤطري دروس محو الأمية انتقل من 200 مؤطر إلى 7470 مؤطرا خلال الفترة ذاتها . وأضاف المصدر أن عدد الأطر بجهاز الإشراف التربوي بلغ 986 من منسقين تربويين وطنيين وجهويين وإقليميين ومستشارين تربويين إقليميين مكلفين بالتتبع الميداني وتقويم سير البرنامج، فيما بلغ عدد المكونين التربويين المحليين 367 مكونا . واعتبرت المديرية أن التطور الذي حققه برنامج محو الامية بالمساجد ، ساهم في إطلاق مجموعة من المشاريع الموازية والداعمة منها برنامج محو الأمية بواسطة التلفاز والإنترنيت الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 04 أبريل 2014، و حقق نتائج متميزة ، وتأطير برنامج محو الأمية بأكثر من 70 مؤسسة سجنية ، وتنزيل مشروع القرى القارئة الذي يهدف إلى توسيع دائرة انتشار البرنامج وفق سياسة التمشيط الجغرافي المنظم لظاهرة الأمية بكل عمالات وأقاليم المملكة. كما تم إرساء مشروع القرائية التأهيلية للتعلم مدى الحياة الذي يهدف إلى تحصين المستفيدين من الارتداد إلى الأمية، وإعداد برنامج للتكوين المهني للفئة الشابة في المستوى الثاني من البرنامج الذي تطمح الوزارة إلى تنزيله بشراكة مع كتابة الدولة في التكوين المهني. ووفق التقرير، اعتمدت الوزارة في تدبير كل هذه البرامج على الاستثمار الأنجع في الموارد البشرية بتوفير التكوينات الملائمة، واعتماد المقاربات الناجعة في التعليم، وبناء عدة تربوية تعالج القضايا الحيوية التي تؤطر السياسات العمومية في مجالات متنوعة كالتربية الدينية، وحقوق الإنسان، والانفتاح ومكافحة جميع أشكال التمييز، والأسرة، والطفولة، والأشخاص في وضعية إعاقة، والتربية الصحية والطرقية إلى جانب إرساء عدة تنظيمية وتوجيهية تهيكل كل مهام البرنامج من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ والتقويم، والعمل بدينامية قوية في مجال الإشراف التربوي وتقويم الإدارة التربوية. وسجل أن النهوض بمنظومة محو الأمية، يستوجب العمل وفق رؤية وبرامج تستحضر المرتكزات المرتبطة اساسا بالتخطيط المحكم في إطار الثوابت المغربية ومقومات الهوية الوطنية، واعتماد خطة ناجعة ومنظمة في الاستهداف الميداني مبنية على معطيات واقعية خلال كل مراحل الإنجاز، والاستمرار في توفير الأطر البشرية المؤهلة والموارد المادية والمالية المطلوبة، والمراجعة والتجديد المستمرين للرفع من جودة البرامج والمناهج وفق مقاربات تستجيب لحاجات المستفيدين وتراعي ظروفهم الاجتماعية والجغرافية وتواكب المستجدات التربويةوالتطور التكنولوجي، والرفع من درجة اليقظة في متابعة الأجهزة المكلفة بالتدبير، ومدى التزامها بالتعاقدات التي صادقت عليها لتنفيذ البرامج، وتقويم نجاعتها، وقياس آثارها على المستهدفين. وتتطلع الوزارة، يضيف التقرير، إلى الارتقاء بهذا البرنامج بالاستمرار في تنفيذ محاور استراتيجيتها في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، والانخراط الفعال في تنفيذ توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في مجال محو الأمية ، وتعزيز جودة التنظيم الإداري و والتقني بالبرنامج بما يساير الإدارة الرقمية ونظام الجهوية المتقدمة، والتوسع في المجال القروي بانتظام بتعزيز مشروع القرى القارئة وإعداد مناطق جغرافية خالية من الأمية في الأمد المنظور. وتتوخى أيضا التفعيل الأنجع لمشروع التكوين المهني في إطار البرامج المخصصة للفئات الشابة والنشيطة، ودعم مشروع القرائية التأهيلية للتعلم مدى الحياة، وتنويع وتجويد مناهج ووسائط التعلم والتأطير واستثمار تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وتمكين المستفيدين من المشاركة في نظام الإشهاد الوطني والانخراط في الممرات التعليمية بين برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية، وباقي الأنظمة الوطنية للتكوين والتأهيل إذا تم إرساؤها، وإنجاز دراسات ميدانية متنوعة ومتكاملة لتقويم البرنامج، ودراسة إمكانية توسيع دائرة الاستفادة من البرنامج لفائدة المهاجرين.