يعتبر إعداد الكفاءات التربوية حسب وزارة التوفيق مرتكزا أساسيا في العملية التعليمية التعلمية، وأولوية رئيسية ضمن المحاور الكبرى لإستراتيجية الوزارة ، في مجال محو الأمية بالمساجد، ونظرا للتوسع الذي عرفه البرنامج على مستوى المراكز المحتضنة لدروس محو الأمية في المجالين الحضري والقروي، وارتفاع أعداد المستفيدين ومؤطري الدروس والمستشارين التربويين والمنسقين الإقليمين يقول الكتاب، فان الوزارة أعدت فريقا من المكونين التربويين الوطنين للإشراف على بناء الكفاءات البشرية، وفق نظام التكوين المستمر لجميع الفئات العاملة بهذا البرنامج، بما يساير النظم التربوية الحديثة في التأطير والإشراف التربوي. وحرصا من وزارة التوفيق على التأهيل البيداغوجي والأندراغوجي في البرنامج، تعمل الوزارة سنويا على تنظيم دورات تكوينية ولقاءات وورشات عمل تربوية وطنية وجهوية وإقليمية لفائدة كل الأطر التربوية العاملة في البرنامج، كل في مجال اختصاصه، قصد تمكينها من معرفة المستجدات في مجال علوم التربية، واستكمال بناء معارفهم في مجال الأندراغوجيا. ومن جملة المحاور التي تم التطرق إليها منذ انطلاق البرنامج سنة 2000 إلى الآن يفيد الكتاب، ما يلي الأندراغوجيا، والتخطيط والتواصل التربوي في برنامج محو الأمية بالمساجد، ومواصفات وكفايات مؤطر الدروس بالبرنامج، وحاجات ومواصفات المستفيدين، والبيداغوجيا الفارقية، ونظام الاستشارة التربوية، والمهارات الحياتية، ومنهاج اقرأ وأتعلم، ومنهجية إعداد واستثمار بطاقات الدروس والوضعيات الإدماجية، ومنهجية تصريف وضعية إدماجية، وتخطيط التعلم وتقويم الإدماج وشبكات المعالجة، والتقويم التربوي، وديداكتيك المواد التعليمية المكونة للمنهاج التعليمي، ودراسة وتقويم التقارير الميدانية حول سير العملية التعليمية التعلمية والتواصل والتنشيط التربوي، واستثمار الأسس الفلسفية والنفسية والمنهجية للبيدغوجيا الفارقية في مرجعية الكفايات والتطبيقات الأندراغوجية الجديدة بالبرنامج. وأبرز الكتاب أنه من اجل اعتماد فريق المكونين التربويين الوطنيين الذي يضم 200 مكون تربوي تم إخضاعهم للتأهيل في المحاور التربوية الكبرى في مجال محو الأمية وفي مجال تخطيط وتنفيذ وتقويم التكوين التعاون مع كفاءات وطنية لتنفيذ برامج التكوين، والاستعانة في تأطير الدورات التكوينية بأطر قطاعات وزارية أخرى منها وزارة التعليم العالي وزارة التربية الوطنية قطاع محو الأمية، وزارة العدل، وزارة الشبيبة والرياضة، وزارة الصحة، قضاة، محامون أساتذة جامعيون، بالإضافة إلى الأئمة والخطباء والوعاظ والمرشدين التابعين لهذه الوزارة. وأضاف الكتاب أنه تم اعتماد اختيارات متوازنة بين الجهات في أماكن التكوين وفق محاور وبرامج ملائمة، مشيرا إلى أن عدد التكوينات يضمن التوازن في المواكبة والفاعلية في تدبير البرامج التربوية، وفي هذا الصدد تنظم الوزارة سنويا ما يقارب 300 لقاء تربوي إقليميا وجهويا ووطنيا تستهدف ما يفوق 5 آلاف و 500 إطار تربوي، تسعى من خلالها الوزارة إلى توحيد المنطلقات المنهجية، والأهداف التربوية في ممارسة الإشراف، والتاطير، وكذا مدارسة كيفيات تنزيل المقتضيات التربوية النظرية، والتطبيقية التي جاءت بها المقاربات المعتمدة، وأسفرت هذه اللقاءات التربوية عن نتائج طيبة منها إعداد فريق تربوي مكلف بالبحت والدراسة والتأليف، وإعداد عدة بيداغوجية متكاملة وفق منهجية رصينة، تضم وثائق مرجعية تربوية وتنظيمية، جعل كل الأطر التربوية المكلفة بالإشراف والتأطير مواكبة لتوجهات البرنامج، وفاعلة في تدبير العملية التربوية بنجاعة، وتحقيق نسب مشرفة من المردودية في تعلم المستفيدين وانخراطهم بايجابية في الحياة الاجتماعية.