منحت جامعة محمد الخامس بالرباط، اليوم الأربعاء بالرباط، لقب "دكتور أونوريس كوزا" لرئيس الحكومة الفيديرالية الروسية ديمتري أناتوليفيش ميدفيديف، الذي يزور المغرب، وذلك تقديرا لجهوده المبذولة في مجال النهوض بالابتكار و التكنولوجيا. واختارت جامعة الرباط، ترسيخا لتقاليدها الهادفة إلى الإشعاع الثقافي والعلمي والنهوض بالامتياز ، تكريم السيد ميدفيديف اعترافا باطلاقه سنة 2009 "برنامج التحديث ميدفيديف" الذي يهدف إلى تحديث المجتمع الروسي وخلق نموذج اقتصادي مبتكر يرتكز على تطوير واستخدام التكنولوجيا المتطورة . وأكد رئيس الحكومة الفيديرالية الروسية ، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب يعد "شريكا عريقا وموثوقا" ، مشيرا إلى أن روسيا تقيم علاقات استراتيجية مع المغرب منذ أكثر من قرنين واعتبرت المغرب على الدوام شريكا وحليفا استراتجيا "بما في ذلك خلال الحقبة السوفياتية". وأبرز ميدفيديف، الذي قال إنه "فخور جدا بهذا التكريم"، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا والتي أثمرت عن عدة اتفاقيات ثنائية في المجال الاقتصادي ، ستمكن من إعطاء زخم جديد للعلاقات الروسية المغربية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات "الديناميكية" لا تشكل فرصا استثمارية فحسب بل علاقات نوعية وللتعاون فى المجال الانساني. كما سلط الوزير الأول الروسي الضوء على دور الجامعة في نشر العلوم والثقافة وفي التنمية، مبرزا أن الاقتصاد العالمي يقوم على الابتكار والتكنولوجيا، وأن " الإنسان اليوم يستمر في التعلم طيلة حياته". وقال ميدفيديف من جهة أخرى "إن الاقتصاد الروسي ليس منغلقا بتاتا " وإن قطاع التعليم العالي الروسي اليوم يتوفر على جامعات من مستوى عال مع قدرات استقبال كبيرة، معبرا عن فخره بآلاف المغاربة الذين يتوجهون للدراسة في روسيا ويعودون لاستثمار الكفاءات والخبرات المكتسبة في بلدهم . وأشار الوزير الأول الروسي الذى شجع أيضا الطلاب المهتمين بتعلم اللغة الروسية على الانضمام إلى البرامج التي تعدها بلاده في هذا المجال، إلى انه لدى الشعبين والبلدين العديد من الفرص لتحسين تعاونهما، وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات التاريخية والاستراتيجية الثنائية التي تتطور باستمرار. من جهته أكد رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، سعيد أمزازي، أن هذا الحفل يعكس عمق العلاقات العريقة التي تربط المغرب بروسيا، مشيرا إلى أن هذا التكريم الذي يندرج في إطار إرادة الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين لتكثيف وإضفاء دينامية جديدة على العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وروسيا، يمثل يوما تاريخيا وشرفا بالنسبة للجامعة المغربية وللمغرب. وأبرز أمزازي أيضا أن روسيا التي تضم حاليا أكثر من 25 مليون مسلم، تهتم بتدبير الشأن الديني بالمغرب بفضل إسلام التسامح والانفتاح الذي تدعو إليه المملكة ، بقيادة الملك أمير المؤمنين. وتابع أن المغرب " في نظر روسيا ليس مجرد بلد مغاربي بل قوة إفريقية حقيقية، تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، وتمثل حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا وقادرة على تسهيل الاتفاقيات الاقتصادية والتعاون الأمني بين روسيا ومختلف بلدان القارة الإفريقية "، مذكرا بأن المغرب يعد أول شريك تجارى لروسيا بإفريقيا وبأن روسيا تعد سوقا أساسية للمنتجات الفلاحية المغربية. جرى هذا الاحتفال بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب وشخصيات أخرى.