أكد المشاركون في ندوة نظمتها جمعية الصداقة المغربية الروسية بمناسبة الذكرى ال`40 لتأسيسها، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن التبادل الثقافي والعلمي بين المغرب وروسيا يعد أحد أعمدة التعاون الثنائي المتعدد المجالات. وأضاف المشاركون في هذه الندوة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن التعاون العلمي والثقافي الذي يجمع بين المملكة وجمهورية روسيا الفيدرالية ساهم، طيلة أزيد من نصف قرن، في تعزيز العلاقات التاريخية العريقة التي تجمع بين البلدين. وفي هذا السياق، أشار رئيس الجمعية السيد عبد اللطيف البحراوي في كلمة بالمناسبة، إلى أن العلاقات الروسية المغربية، استنادا إلى الرصيد التاريخي العريق، تتميز بالثقة والاحترام المتبادل، معتبرا أن العلاقات بين المغرب وروسيا تعد "نموذجا" لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين دولتين عريقيتين. وأضاف أن العلاقات بين روسيا والمغرب، "لا تنحصر في التكافؤ والاحترام والمنفعة المتبادلة فقط، بل هي علاقات تقارب بين دولتين تتسم مواقفهما بالقدر الضروري من المسؤولية بحكم دورهما الدولي". وأشار السيد البحراوي بعد أن استعرض المحطات التاريخية في العلاقات المغربية الروسية، إلى أن عدد الطلبة خريجي المعاهد الروسية يتجاوز الآلاف، كما أن الأطر المغربية خريجة نفس المعاهد تأتي في المرتبة الثانية بعد خريجي المعاهد الفرنسية. من جانبه، أبرز عمدة مدينة الرباط السيد فتح الله ولعلو، أن انخراط الفاعلين المؤسساتيين والحكوميين والخواص، ساهم في تكثيف وتنويع العلاقات الاقتصادية الثنائية بين المغرب وروسيا، مشيرا في هذا السياق إلى أن المبادلات التجارية عرفت نموا هاما خلال السنوات العشر الأخيرة. وأكد السيد ولعلو أن الزيارات المتبادلة الأخيرة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين بعثت روحا جديدة في العلاقات الثنائية، من خلال التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وفي نفس السياق، أكد نائب وزير العدل الروسي السيد فاسيلي ليخاتشوف أن روسيا تعد شريكا استراتيجيا للمغرب تجمعهما نفس المواقف السياسية والإنسانية على الصعيدين الدولي والقاري ويتقاسمان نفس الإرادة لتطوير التعاون البيني إلى أرفع المستويات. وبعد استعراضه للعلاقات التاريخية التي تجمع بين المغرب وروسيا، أكد سفير روسيابالرباط السيد بوريس بوليتين، أن العلاقة بين بلاده والمملكة المغربية يمكن أن تتطور أكثر مما هي عليه في الوقت الحاضر، بالنظر إلى مؤهلات البلدين، خاصة في القطاعين السياحي والثقافي. وتميز هذا اللقاء بحضور شخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة من روسيا والمغرب، منها حيدر أكانين مدير قناة "روسيا اليوم" ، وسعيد كاميلوف أستاذ اللغة الروسية بالمركز الثقافي السوفييتي سابقا بالمغرب ومترجم الدروس الحسنية إلى اللغة الروسية، والبطلان العالميان في الشطرنج كوستينوك ألكساندرا، وناطولي كاربوف. وتتمحور أشغال هذه الندوة حول مواضيع منها "الشراكة الاستراتيجية"، و"السياسة الخارجية للمملكة المغربية والعلاقات مع روسيا الفيدرالية"، و"حصيلة التبادل الثقافي بين المغرب وروسيا وآفاقه المستقبلية"، و"آفاق التبادل والتعاون السياحي بين المغرب وروسيا الفيدرالية"، و"حصيلة الصيد البحري بين المغرب وروسيا وآفاقه المستقبلية"، و "تجربة الجهة وتوزيع السلط بروسيا الفيدرالية". كما ستنظم على هامش الاحتفالات بالذكرى ال40 لتأسيس جمعية الصداقة المغربية الروسية التي يحتفل بها هذه السنة تحت شعار "الوفاء للصداقة والتعاون بين الشعبين" ، عدد من التظاهرات الثقافية والفنية والرياضية بمدينتي الرباطوسلا. ويشتمل برنامج هذه الاحتفالات على معرض للمنتوجات الفنية اليدوية للجالية الروسية المقيمة بالمغرب، وحفل فني بمسرح محمد الخامس بمشاركة المجموعة الفلكلورية الروسية "أوطراد" والفنان الموسيقي برادن أوستون وفرق فلكلورية مغربية، وتكريم عدد من السفراء المغاربة السابقين بموسكو وشخصيات فاعلة في حقل الصداقة المغربية الروسية، إضافة إلى توقيع اتفاقيات شراكة بين أطراف مغربية وأخرى روسية، وتوأمة مدينتي سلا وسوتشي الروسية. كما يتضمن البرنامج فقرات رياضية تشمل مباريات في كرة القدم والشطرنج والملاكمة، تتوج بمباراة جماعية في لعبة الشطرنج تديرها البطلة العالمية الروسية كوستينوك أليكسا.