منحت جامعة محمد الخامس بالرباط، اليوم الأربعاء بالمدرسة المحمدية للمهندسين، دكتوراه فخرية لديمتري ميدفيديف، رئيس الحكومة الروسية، تكريماً لجهوده في مجال التكنولوجيا والعلوم، بحضور عدد من الشخصيات المغربية والروسية. وفي كلمة ألقاها أمام الطلبة المهندسين المغاربة بمقر المدرسة، قال ميدفيديف إنه سعيد بتواجده في أحد أقطاب جامعة محمد الخامس التي تعتبر من الجامعات الرائدة في المغرب وفي العالم العربي. وأشار إلى أن المغرب يعتبر بالنسبة إلى بلاده شريكاً موثوقا فيه، مؤكداً أن العلاقات الثنائية ماضية في التطور منذ أكثر من قرنين من خلال الاتفاقيات التي تم توقيعها، معتبرا أنها عرفت انتعاشاً منذ سنة 2002. وأضاف ميدفيديف قائلاً: "علاقاتنا أصبحت استراتيجية، ونطمح إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، إضافة إلى جانب التعاون الإنساني من خلال دعم التعليم، خصوصاً أن هناك فرصاً كبيرة لتحقيق النمو الاقتصادي بالنسبة إلى الجانبين". وأكد ميدفيديف على ضرورة الاستمرار في دعم التعاون العلمي بين البلدين وحركية الطلبة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الآلاف من المغاربة استفادوا من فرص استكمال دراساتهم في الجامعات الروسية. وشدد على أن هذا الجانب من التعاون له أهمية كبرى في تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال توقيع المزيد من اتفاقيات الشراكة بين الجامعات، ودعا الطلبة المغاربة إلى انتهاز الفرص المتاحة لاستكمال الدراسة في روسيا، قائلا إن حكومته تعمل تعزيز بنيات الاستقبال. واعتبر المسؤول الروسي ذاته أن هدف بلاده "ليس فقط استقبال أكبر عدد من الطلبة، لكن توفير تعليم جامعي ذي جودة عالية". وأبدى رئيس الحكومة الروسية رغبته في إلقاء محاضرات لصالح الطلبة المغاربة حين حصوله على التقاعد بعد نهاية مهامه الحكومية، واعتبر أن ذلك سيكون شرفاً له للمساهمة في تكوين أطر الغد بالجامعات المغربية. وقال سعيد أمزازي، رئيس جامعة محمد الخامس، خلال حفل منح الدكتوراه الفخرية لرئيس الحكومة الروسية، إن "هذا التتويج يأتي في إطار الذكرى الستينية للجامعة"، مشيراً إلى هذا "عُرف بالنسبة إلى الجامعة لمنح التنويه للشخصيات البارزة على المستوى العالمي". وأوضح أمزازي أن التنويه بشخصية ميدفيديف هو "تنويه بالشخص العلمي الذي يعتبر رائداً في عدد من المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية"، معتبراً أن "هذه فرصة للجامعة لتوسيع وتقوية وترسيخ الروابط الأكاديمية بين البلدين، وإبرام عدد من الاتفاقيات في إطار حركية الطلبة والبرامج البحثية وتنقل الأساتذة". يشار إلى أن الدكتوراه الفخرية لجامعة محمد الخامس منحت لأول مرة للرئيس السنغالي عبد الله واد سنة 2004، ومنحت لرئيس جمهورية الهند الدكتور حميد أنصاري سنة 2016. وبذلك يكون الرئيس ميدفيديف الشخصية الثالثة التي تمنح لها هذه الدكتوراه. وتخرج ميدفيديف في كلية الحقوق بجامعة لينينغراد الحكومية عام 1987، وحصل على الدكتوراه سنة 1990، وزاول مهنة التدريس في الجامعة لسنوات. ويعتبر رئيس الوزراء العاشر لروسيا، استلم المنصب عام 2012، وتبنى سياسة موجهة نحو الليبرالية والتكنولوجيا، وأطلق حملة لمكافحة الفساد، وشرع في أعمال إصلاحية جوهرية تتعلق بالقوانين في البلاد، بما في ذلك قانون السياسة الخارجية. وقد حلّ رئيس الوزراء الروسي مساء أمس الثلاثاء بالمغرب في إطار زيارة رسمية، ومن المنتظر أن يعقد لقاء مع الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ورئيسي مجلس النواب والمستشارين. كما سيجرى توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.