اتهم نبيل شيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، رئاسة المجلس ب"ترويج المغالطات" بخصوص استضافة وفد صهيوني يترأسه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "عمير بيريتز"، صباح اليوم الأحد، محملا المسؤولية كاملة لرئيس المجلس حكيم بنشماس. "دُبر بليل" ونفى شيخي في تصريح لجريدة "العمق"، ما أورده بلاغ مجلس المستشارين عن كون قرار تنظيم المناظرة اتخذ داخل مكتب المجلس، موضحا أن "قرار مشاركة الصهيوني ومجرم الحرب بيريتز في هذه المناظرة بمجلس المستشارين، لم يتخذ داخل هياكل ومؤسسات المجلس"، وفق تعبيره. وتابع قوله: "نتحدى رئاسة المجلس التي تروج المغالطات، أن تقدم التوضيحات الكافية فيما يتعلق بإلغاء اجتماع مكتب المجلس، والذي كان مبرمجا الأسبوع الماضي، حيث كان من المفروض أن يتم فيه تقديم برنامج المناظرة ولوائح المشاركين التي نجهلها كفريق، وتجهلها جميع الفرق". واعتبر في تصريحه ل"العمق" على هامش الوقفة الاحتجاجية ضد حضور الوفد الصهيوني، مساء اليوم أمام مبنى البرلمان بالرباط، أن هذا القرار "دُبر بليل واستفرد بتدبيره رئيس المجلس، ويتحمل مسؤوليته كاملة فيه، وسنتابع الموضوع ونتخذ الإجراءات اللازمة في المستقبل بتنسيق مع الفرق، من أجل أن نتجنب هذه الأخطاء ومثل هذه المبادرات التي تسيء لصورة المغرب". وأوضح أن موقف حزبه "هو تأكيد لموقف الشعب المغربي الثابت والرافض لكل أنواع التطبيع، والرفض المطلق لاستقبال أمثال هؤلاء المجرمين الصهاينة مثل بيريتز الذي لا زالت يداه ملوثتان بجرائم الحرب"، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الصهيوني السابق، مطلوب لدى عدة دولة أصدرت مذكرات اعتقال في حقه،بحث لا يجرؤ على الدخول لعدد من الدول الأوروربة، فكيف نسمح له بالدخول إلى أرضنا، وفق تعبيره. وتظاهر العشرات من الحقوقيين والسياسيين والنشطاء، مساء اليوم الأحد أمام مبنى البرلمان، في وقفة تنديدية بحضور الوقف الصهيوني إلى البرلمان المغربي، محملين المسؤولية لمجلس المستشارين، داعين الدولة المغربية إلى التدخل بشكل عاجل لوقف "اختراق الكيان الصهيوني للمؤسسات الدستورية الوطنية". بنشماس ينفي المسؤولية يأتي ذلك بعدما خرج مجلس المستشارين ببلاغ توضيحي، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، ينفي من خلاله مسؤوليته عن استضافة الوفد الصهيوني، و"يقطر الشمع" على حزب العدالة والتنمية، بخصوص الضجة التي أثارها حضور وزراء صهاينة إلى البرلمان المغربي يترأسهم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "عمير بيريز"، في فعاليات المناظرة الدولية حول موضوع "تسهيل التجارة والاستثمارات في المنطقة المتوسطية وإفريقيا". وقال بلاغ المجلس، إنه "لم يسبق أن وجه الدعوة للوفد الإسرائيلي ولا لغيره من الوفود الممثلة للدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط والمنظمة العالمية للتجارة، اللتان نظمتا هذه المناظرة، مشيرا إلى أن القرار "تم اتخاذه من قبل مكتب مجلس المستشارين بإجماع كافة مكوناته، كما يشهد على ذلك محضر مدون لاجتماع المكتب بتاريخ 10 يوليوز 2017، بل واتفق أعضاء مكتب المجلس على احتضانه بمقر البرلمان، بعدما كان مقررا استضافته بمدينة الدارالبيضاء". وهاجم البلاغ حزب العدالة والتنمية، لافتا إلى أن مجلس المستشارين "ممثل داخل الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط من خلال شعبة تضم في عضويتها ممثلا لفريق البيجيدي، حيث دأب على الحضور في أنشطة هذه المنظمة التي اعتادت إسرائيل الحضور فيها باعتبارها عضوا فيها، ومد مكتب المجلس بتقارير حول مشاركته في أنشطتها". مجلس المستشارين هاجم جهات دون أن يسميها، قال إنها "اعتادت على ازدواجية الخطاب والمواقف، وتعرف أن من يمنح التأشيرات للوفود الأجنبية لدخول التراب الوطني، ليست رئاسة مجلس المستشارين، وعليها أن تمتلك الشجاعة والوضوح لمخاطبة الجهة المسؤولة عوض تغليط الرأي الوطني بشعارات زائفة وتضليلية". الحلوطي يوضح وكان الخليفة الثاني لرئيس مجلس المستشارين، عبد الإله الحلوطي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، قد أدان حضور الوفد الصهيوني المذكور، معتبرا أنه "لا يشرف مجلس المستشارين استضافة هذا الوفد"، محملا المسؤولية بشكل ضمني إلى رئاسة المجلس. وكشف الحلوطي في اتصال لجريدة "العمق"، أن مكتب مجلس المستشارين تم إخباره بتنظيم هذه المناظرة الدولية ولم يدرس ولم يصادق على برنامج ولائحة ضيوف هذا النشاط، موضحا أن هذه التفاصيل كانت ستناقش في اجتماع المكتب يوم الأربعاء 4 أكتوبر المنصرم، "قبل أن تقرر رئاسة المجلس تأجيل اجتماع المكتب دون أي توضيح". وشهد البرلمان المغربي، صباح اليوم الأحد، ملاسنات حادة بين مستشارين برلمانيين من الغرفة الثانية، وبين الوفد الصهيوني المشارك في المناظرة الدولية التي ينظمها مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع المنظمة العالمية للتجارة، رفع على إثرها المسير الجلسة بعدما تحولت القاعة إلى ساحة لمشادات كلامية بين الطرفين. واحتج مستشارو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على حضور وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "عمير بيريتز" على رأس وفد صهيوني يضم أيضا وزير الاتصالات الحالي في حكومة الاحتلال، رافعين في وجههم شعارات تتهمهم بممارسة الإرهاب وقتل الأطفال العزل في فلسطين ولبنان، وتطالبهم بالرحيل عن البرلمان والتراب المغربي فورا. وكانت فرق ومجموعات برلمانية بمجلس المستشارين، قد استنكرت في بيان لها "حضور وزير الدفاع الصهيوني السابق، ومجرم الحرب عامير بيريتز إلى جانب صهاينة أعضاء في الكنسيت، للمشاركة في أشغال المناظرة الدولية التي ينظمها مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع المنظمة العالمية للتجارة، يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، حول موضوع : تسهيل التجارة والاستثمارات في المنطقة المتوسطية وإفريقيا."