في أول تعليق على الضجة التي أثارها حضور وزراء صهاينة إلى البرلمان المغربي يترأسهم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "عمير بيريز"، صباح اليوم الأحد، أدان الخليفة الثاني لرئيس مجلس المستشارين، عبد الإله الحلوطي، حضور الوفد الصهيوني المذكور، معتبرا أنه "لا يشرف مجلس المستشارين استضافة هذا الوفد"، محملا المسؤولية بشكل ضمني إلى رئاسة المجلس. وكشف الحلوطي في اتصال لجريدة "العمق"، أن مكتب مجلس المستشارين تم إخباره بتنظيم هذه المناظرة الدولية ولم يدرس ولم يصادق على برنامج ولائحة ضيوف هذا النشاط، موضحا أن هذه التفاصيل كانت ستناقش في اجتماع المكتب يوم الأربعاء 4 أكتوبر المنصرم، "قبل أن تقرر رئاسة المجلس تأجيل اجتماع المكتب دون أي توضيح". وأضاف أن "أعضاء المكتب توصلوا بمراسلات من طرف كتابة الرئاسة تخبرهم بأن الاجتماع الذي كان مقررا قد تم تأجيله، دون تقديم أي معطيات أو توضيحات أخرى"، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع كان سيناقش تفاصيل هذه المناظرة قبل المصادقة عليها، من خلال دراسة دفتر تحملات المناظرة، وبرنامجها، ولائحة الحضور المشاركين. المستشار البرلماني المنتمي لحزب العدالة والتنمية، تابع قوله: "اتصلت ببعض أعضاء المكتب وأكدوا لي أنهم لم يتوصلوا بأي توضيحات عن سبب تأجيل الاجتماع الذي كان سيناقش برنامج وضيوف هذا الملتقى الدولي"، مشددا على أن استضافة وزير الدفاع الصهيوني "عمير بيريتز" أمر مرفوض ولا يشرف البرلمانيين المغاربة بشكل تام، حسب قوله. وشهد البرلمان المغربي، صباح اليوم الأحد، ملاسنات حادة بين مستشارين برلمانيين من الغرفة الثانية، والوفد الصهيوني المشارك في المناظرة الدولية التي ينظمها مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع المنظمة العالمية للتجارة، رفع على إثرها المسير الجلسة بعدما تحولت القاعة إلى ساحة لمشادات كلامية بين الطرفين. واحتج مستشارو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على حضور وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "عمير بيريتز" على رأس وفد صهيوني يضم أيضا وزير الاتصالات الحالي في حكومة الاحتلال، رافعين في وجههم شعارات تتهمهم بممارسة الإرهاب وقتل الأطفال العزل في فلسطينولبنان، وتطالبهم بالرحيل عن البرلمان والتراب المغربي فورا. يأتي ذلك في وقت أقدم فيه مجلس المستشارين، على منع عدد من الصحافيين من الدخول لتغطية أشغال المناظرة الدولية التي يحتضنها المجلس، حيث لم يُسمح للصحفيين بدخول البرلمان بالرغم من إدلائهم ببطائق الصحافة الرسمية، في حين تم عقد المناظرة المذكورة في قاعة مجلس النواب وليس المستشارين الذي ينظم هذا النشاط الإقليمي. وكانت فرق ومجموعات برلمانية بمجلس المستشارين، قد استنكرت في بيان لها "حضور وزير الدفاع الصهيوني السابق، ومجرم الحرب عامير بيريتز إلى جانب صهاينة أعضاء في الكنسيت، للمشاركة في أشغال المناظرة الدولية التي ينظمها مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع المنظمة العالمية للتجارة، يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، حول موضوع : تسهيل التجارة والاستثمارات في المنطقة المتوسطية وإفريقيا." وحمل البيان الذي وقعه كل من نبيل شيخي رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، وآمال العمري رئيسة فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين، وثريا لحرش منسقة مجموعة الكنفدرالية ابديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين، "مسؤولية هذا الاختراق الخطير إلى الجهات التي سمحت بدخول مجرم الحرب الصهيوني والوفد الصهيوني إلى التراب المغربي، والتي لم تلتزم بقرارات جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وقرارات البرلمان العربي القاضية بمقاطعة الكيان الصهيوني". من جانبه، دعا الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع الذي يضم 14 هيئة مغربية مناهضة للصهيونية، إلى الاحتجاج أمام البرلمان مساء اليوم، معتبرا في بيان له أن "إصرار الدولة على التطبيع مع الكيان المجرم احتقارا لمواقف الشعب المغربي وقواه الحية"، مشيرا إلى أن "دعوة صهاينة يتقدمهم مجرم حرب، سبق لمحامين مغاربة رفع دعوى قضائية من أجل اعتقاله ومحاكمته، من طرف مجلس يعتبر نفسه يتكلم باسم المغاربة تجاوزا لمشاعر المغاربة واستهتارا بها". يشار إلى أن عمير بيريتز، يعتبر واحدا من قادة الاحتلال الصهيوني الذين ارتكبوا مجازر مروعة في حق الفلسطينيينواللبنانيين حين كان وزيرا للدفاع في الكيان الصهيوني، وتعتبر مجزرة "قانا" التي قتل فيها عشرات الأطفال في لبنان، واحد من أبشع المجازر التي ارتكبتها "إسرائيل" بقيادة بيريتز.