خلفت كلمة للشيخ السلفي محمد المغراوي ظهر اليوم الأربعاء بمقبرة بمراكش، هاجم فيها الشيخ حماد القباج والإخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية، حالة من الغضب في وسط حاضرين، وصلت إلى حد مطالبته بالتوقف عن الكلام من طرف بعض الذين أغضبهم، مما جعله يدخل في مشادات مع بعض السلفيين. وهاجم المغراوي خلال كلمة بعد دفن والد أحد القيادات في جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة ذات التوجه السلفي ويرأسها المغراوي، الشيخ السلفي حماد القباج واصفا إياه ب "أكبر المفسدين"، وطالبه بالابتعاد عن دور القرآن وعدم الحديث عنها ثانية. كما لم يسلم من "الموعظة السياسية" داخل المقبرة، حزب العدالة والتنمية وجماعة الإخوان المسلمين بمصر، حيث اعتبرهم من "داعمي الروافض"، و"أصحاب البدع"، وتابعي "ضلالات حسن الترابي والسيد قطب وحسن البنا وسعيد حوى"، على حد قوله. وقال المغراوي أمام حضور غفير من المحسوبين على التيار السلفي وساكنة أحياء صوكوما وأزلي الذين حجوا لحضور جنازة والد الشيخ السلفي محمد زغير المدرس بدور القرآن التي يملكها المغراوي، (قال) "أعداؤنا هم أعداء القرآن، ونحن لا نريد لا القصور ولا الحقائب الوزارية ولا المقاعد البرلمانية، وليس لنا سوى هذه المقابر". وأضاف المغراوي في كلمته التي تجاوزت مدتها ساعة من الزمن، أنه لا يملك شيئا من متاع الدنيا، وأن عليه ديونا كثيرة بسبب ما ينفقه على دور القرآن، واصفا نفسه ب"أكبر سعاي"، في إشارة إلى عمله الدائم على جمع التبرعات من المحسنين من أجل دور القرآن. وأثارت كلمة المغراوي بالمقبرة المتواجدة بحي صوكوما بمدينة مراكش، غضب حاضرين بسبب خروجها عن الجانب الوعظي الذي تقتضيه المناسبة والمكان، وانشغالها بالأمور السياسية ومهاجمة أطياف الحركة الإسلامية، مما دفع بأحد الشباب إلى مقاطعة المغراوي ومطالبته بالسكوت، أثار بعض ذلك صراعا كلاميا مع بعض أتباع الشيخ السلفي، فيما غادر آخرون أسوار المقبرة ساخطين على الوضع. ويشار إلى أن المغراوي تلقى نقدا لاذعا من طرف عدد من أتباعه بسبب دعوته للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات التشريعية التي نظمت قبل أسبوعين، وخلقت دعوته انقساما حادا في صفوف السلفيين. وسبق للشيخ السلفي حماد القباج الذي شغل سابقا مهمة مسؤول المكتب الإعلامي لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، قبل الاستقالة منه بسبب خلاف حاد مع المغراوي حول انتقاد ملك السعودية، أن أكد في حوار له مع جريدة "العمق" أنه حاول لأكثر من خمس مرات أن يتواصل مع المغراوي ويجالسه، لكن هناك من كان يعمل على منع اللقاء، ممتنعا عن ذكر الأسماء لما اعتبره عدم رغبته في إلحاق الأذى بالمغراوي.