أكد الشيخ السلفي محمد المغراوي رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، في لقاء مغلق الجمعة الماضي، أن حزب الأصالة والمعاصرة هو من فتح دور القرآن التي ظلت مغلقة طيلة 3 سنوات، داعيا أنصاره إلى التصويت عليه في استحقاقات السابع من أكتوبر، كما من عودة الجرار لإغلاق دور القرآن بعد الانتخابات إذا لم يحصل على أصوات السلفيين. وحاولت جريدة "العمق" الاتصال بالشيخ السلفي الذي دعا سرا أنصاره لعدم التصويت على حزب العدالة والتنمية، غير أن هاتفه ظل يرن دون جواب، رغم المحاولات لأكثر من أسبوع. وحسب مصدر حضر اللقاء المغلق الذي جمع المغراوي بمؤطري دور القرآن التابعة لجمعيته، هاجم صاحب فتوى زواج بنت التسع سنين المثيرة للجدل، كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ورئيس المجلس الوطني للحزب ذاته سعد الدين العثماني، دون غيرهم من قيادات الحزب ذو المرجعية الإسلامية. الجرار يلعب بورقة دور القرآن انتخابيا وسبق أن هاجم الشيخ حماد القباج الذي كان يعد الرجل الثاني في دور القرآن قبل استقالته بسبب الخلاف مع الشيخ المغراوي، حزب الأصالة والمعاصرة وكشف محاولة حزب الجرار الاعتماد على ورقة إعادة فتح دور القرآن لكسب أصوات المراكشيين في الحملة الانتخابية المقبلة. وأفاد القباج في حوار مرئي نشر سابقا على جريدة "العمق" الالكترونية، أن رئيسة المجلس الوطني للحزب والعمدة السابقة لمدينة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري قالت في إحدى اللقاءات الداخلية مع المواطنين أن دور القرآن هي أيقونة مدينة مراكش ويجب إعادة فتحها. واستغرب القباج "كيف يعبر الحزب رسميا عن طريق فريقه البرلماني في مجلس النواب بترحيبه بقرار إغلاق دور القرآن سنة 2013، في وقت تبكي السيدة المنصوري في مجلس خاص وتقول كيف تبقى دور القرآن مغلقة"، مردفا "لعلها سياسة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس". وأكد القباج أن حزب الأصالة والمعاصرة منذ نواته الأولى حركة لأجل الديمقراطيين كان ضد عمل دور القرآن، وأنه سبق له أن رصد تصريحا للأمين العام للحزب سنة 2009 قال فيه أنهم جاؤوا لتطهير مدينة مراكش "من الوهابيين والفساد". دور القرآن أغلقت بقرار وفتحت بشكل مجهول ويذكر أن دور القرآن الأربعة التي يملكها المغراوي، والتي بيعت إحداها بمبلغ فاق المليار سنتيم، تم إغلاقها من طرف السلطات المحلية مستعينة بعناصر القوات العمومية في فاتح يوليوز 2013، في وقت كان المغراوي في زيارة للمملكة العربية السعودية استمرت شهورا. وعزت السلطات إغلاقها لدور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، وتشميع أبوابها، إلى قرار صادر عن مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش، بعلة أن نشاطها بتدريس القرآن وبعض العلوم الشرعية يتعارض مع القانون المنظم للتعليم العتيق بالمغرب، مما أثار موجة انتقاد حادة باعتبار أن دور القرآن المذكورة تعمل ضمن جمعية يؤطرها قانون الهيئات المدنية وليس المؤسسات التعليمية. من جهته، أكد المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش عمر الضريس، في تصريح مرتبك وغريب في اتصال هاتفي مع جريدة "العمق"، أنه لم يصدر أي قرار بإعادة فتح دور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة التي يترأسها الشيخ السلفي محمد المغراوي، وأضاف "أنا ما حليت ما سديت وما تنهضرش فهاد الموضوع"، مضيفا "ما عندي ما نقول لك أسيدي". المندوب الإقليمي لوزارة التوفيق الذي تم تعيينه في منصبه سنة 2014، رفض أن يدلي بأي تصريح في الموضوع، كما أغلق الهاتف في وجه جريدة "العمق"، وقد بدا من نبرات صوته أن الموضوع سبب له الإرباك والإحراج. المحيطون بالمغراوي فاسدون متلاعبون بالدين وهاجم القباج في تدوينة له موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس الأحد، المحيطين بالشيخ المغراوي واصفا إياهم ب "الفاسدين الملاعبين بالدين وبالقانون لصالح جهة سياسية معينة"، مؤكدا أن عددا من المحسوبين على التيار السلفي انتفضوا ضد الدعوة للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة واستنكروها. كما هاجم القباج في تدوينة أخرى المغراوي، معتبرا أنه أقدم على تجاوز شرعي وقانوني بتناقض تصريحاته الإعلامية والداخلية، مؤكدا أم المغراوي يستغل رمزية دور القرآن ويتلقي بأئمة مساجد ويدعوهم لإقناع الناس بالتصويت على البام.