تبرأ شيوخ سلفيون من دعوة الشيخ السلفي، محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة المشرفة على دور القرآن بمدينة مراكش، للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة، داعين إياه إلى التراجع عن هذه الدعوة. واعتبر كل من الشيوخ طارق الحمودي وعادل خزرون وفؤاد الدكداكي، أن المغراوي جانب الحق وخالف الصواب، مستشهدين بقول ابن تيمية: "من جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا، فهو مخطئ ضال مبتدع"، مشيرين إلى أن "البام" لا يؤتمن على عهد، ولا يوثق له على عقد، وهو حزب صنع لمحاربة الإسلاميين كما قال أمينه العام إلياس العماري. وأشار الشيوخ الثلاثة، إلى أنهم جالسوا الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة، شيخ الدعوة السلفية في شمال المغرب، وعرضوا عليه الأمر "بعد التأكد من صحة ما نسب إلى المغراوي الذي ذُكر فيه الصفقة التي تمت بينه وبين حزب الأصالة والمعاصرة، فأبدى استنكارا مستغربا من صدور هذا من الشيخ المغراوي"، حسب البيان ذاته. وكانت جريدة "العمق" قد حصلت على تسجيل حصري للشيخ السلفي محمد المغراوي، يدعو فيه أنصاره للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة، واعتبر أن من لم يصوت على الجرار "فقد خاننا وخان القرآن". ودعا الشيوخ الموقعون على البيان، "كل العقلاء من محبي وطلبى ومتابعي المغراوي، "ألا يستجيبوا لطلبه إكراما له ونصرة له بكفه عن الخطأ، فقد بأن حزب الأصالة والمعاصرة هو من سعى في إغلاق دور القرآن، وحرمان الناس منها مدة من الزمن بطريقة ما، وأنهم لن يتورعوا عن إغلاقها مرة أخرى". واعتبر البيان أن دعم المغراوي للبام قد يكون له آثار عكسية لما يرجوه حزب العماري، "فينبري رواد دور القرآن التابعة للشيخ إلى التصويت للعدالة والتنمية، ويدعون الناس إلى ذلك إظهارا للمؤازرة والمساندة ضد من يتلاعب بقضية دور القرآن، وكفا للألسنة، وإحقاقا للحق، ونصرة للتاريخ والهوية". وأشار الشيوخ الثلاثة، إلى أن استنكارهم وتبرأهم من دعم المغراوي للأصالة والمعاصرة، لا تعني التبرؤ منه، "لما معه من التوحيد والسنة، ولما بذله عمرَه في خدمتهما، فهو محفوظ القدر والمقام، ونسأل الله تعالى أن يهديه للحق ليرجع عنه، فإن حصل منه ذلك زاد قدره عندنا، وهو أهل لذلك، وإلا فالحق أحق بالنصرة"، حسب البيان ذاته. بيان الشيوخ الثلاثة، دعا إلى الكف عن مهاجمة المغراوي، بدعوى أن "ما قدمه من عمره وماله وجهده وشبابه قد لا يصل أحدنا إلى عشر معشاره اليوم"، مشددين على ضرورة التوجه إلى من وصفوه ب"الخصم الحقيقي الذي أراد استغلال حرص الشيخ العميق والقوي على فتح دور القرآن ليستفيد الناس منها حفظا لكتاب الله تعالى وتجويدا له قراءة وعملا"، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وأضاف البيان ذاته، أن حزب الجرار "استغل حب الناس للقرآن، ويفاوضهم عليه ليصوتوا عليه، وهذا إجرام قبيح، ونذالة سياسية، ومثل هذا الحزب صاحب هذه الأخلاقيات المنحطة لا يصلح لتسيير الشأن العام، ونحن نتوقع أن ينكر الحزب حصول هذه الصفقة بينه وبين الشيخ المغراوي، لأن أئمة القوم لا عهد عندهم، ولا نبل فيهم، ولسنا نستبعد أن يعاقبهم المغاربة على هذا في الصناديق، فليست هذه الطعنة مفردة، خصوصا رواد دور القرآن في مراكش وغيرها، بأن يسعوا إلى توعية أقاربهم وأصحابهم بوجوب التصويت ضد الحزب لصالح الأصلح في نظرهم أيا كان ممن لا يهدد هوية البلاد وأمن العباد".