هاجم الشيخ حماد القباج، الشيخ محمد المغرواي، بسبب دعوة هذا الأخير أتباعه من المدرسين والمؤطرين في دور القرآن، ومواطنين من أحياء مختلفة ب"عاصمة النخيل" للتصويت لحزب الأصالة والمعاصرة. وشدّد الشيخ السلفي القباج، في تدوينة نشرها بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، على أنه " لن يقبل أبدا أن يستغل القرآن العظيم وتعطش الناس لمقرَّاتِه المستقلة وكتاتيبه الأوقافية؛ في تنافس انتخابي لصالح حزب يريد إفساد المشهد السياسي وإجهاض مشروع الإصلاح الذي انخرط فيه المغرب مع دستور 2011″. وفي هذا السياق كتب القباج في تدوينة "فايسبوكية "عنونها ب"الحقيقة المرة: والدنا الشيخ المغراوي يدعم الجرار" قائلا: " لعظيم العهود التي جمعتنا وللصدق الذي ندين الله به ولأني لا أحب لوالدي إلا الخير؛ قلبت التفكير في كل ما يمكن أن يكون مخرجا من هذه الورطة فلم أجد بعد أن أعرضتُ وتأولت مراراً .. لقد توصلت بفيديو وصوتيات وصور المجلس الذي دعا فيه والدنا الشيخ المغراوي -غفر الله لنا وله- بعض إخواننا من مؤطري جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة .. وترددت في نشر مضمون المجلس رجاء أن لا يكون كذلك وأن يعالج الشيخ موقفه دون إصرارٍ ولا أضرار .. وأضاف "لكن حسمت موقفي -بعد أن دافعنا عن الشيخ مرات ودفعنا عنه هذه التهمة كرات- للأسباب التالية: 1) قال الله تعالى: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه". وهذه أمور شرعية وليست شخصية. 2) قضية دور القرآن قضية هامة ولها جوانب حسنةٌ لكن أهم منها وأعم قضية الإصلاح السياسي الحقيقي الذي انخرط فيه بلدنا والذي سيجعله بإذن الله في مصاف الدول المتقدمة التي يحل فيها القانون والعدل والكرامة محل التحكم المهين، والتي ستفتح فيها دور القرآن إن شاء الله بالحق والقانون وليس بالتلاعب والتهديد والمساومة الانتخابية؛ فإن الحُرَّةَ تجوع ولا تأكل بثديها .. وإنَّ ما عند الله لا يُطلبُ بغير رضاه. 3) لن أقبل أبدا أن يستغل القرآن العظيم وتعطش الناس لمقرَّاتِه المستقلة وكتاتيبه الأوقافية؛ في تنافس انتخابي لصالح حزب يريد إفساد المشهد السياسي وإجهاض مشروع الإصلاح الذي انخرط فيه المغرب مع دستور 2011؛ لكل هذه الاعتبارات أشهد بما يلي: 1) قال لهم والدنا الشيخ المغراوي -غفر الله لنا وله- في المجلس الخاص في بيت أحد رجال حملة البام -وهو معروف عندنا- في حي المصمودي: – "القرآن نعمة وقد من الله علينا بإعادة فتح دور القرآن " – هذه النعمة تستلزم شكر الله تبارك وتعالى وشكر كل من أعان على تحقيقها – لذلك ينبغي أن تصوتوا أنتم وزوجاتكم وأولادكم على حزب الأصالة والمعاصرة فهو الذي فتحها) – إذا لم تصوتوا سيعيدون إغلاقها بل سيمنعون ما عندنا من حلقات في البيوت). – وفي لقاء مع النساء اليوم الأحد قال الشيخ المغراوي نفس الكلام غير أنه لم يُسَمّ الحزب واكتفى بقوله: – يجب التصويت على الحزب الذي فتح دور القرآن وأنتن تعرفنه. – ونفس الكلام ردده في لقاء الذكور وطلب من الحضور التصويت على من فتح دار القرآن من باب "من قدم إليكم معروفا فكافئوه". قال: "وإخوانكم سيخبرونكم على من تصوتوا". ولما ذهب البعض يسأل بعض المؤطرين قاله له: "راه باين: التراكتور" 4) وقد عقد الشيخ المغراوي اجتماعا صباح يوم الأحد 2 أكتوبر الجاري، مع مجموعة من الأئمة وطلب منهم ان يقنعوا الاخوة في مناطقهم بالتصويت على البام. وهكذا يستغل الشيخ للأسف طلبة دور القرآن وما يعطيهم من منح وما يجد منهم من تقدير وحياءٍ؛ في تنافس انتخابي؛ كان يجب عليه أن يبقى بعيدا عن مثل هذا التلاعب والذي نشهد الله أننا لا نريده له ولا نريد له إلا كل خير وكرامة وحسن ختامٍ. كيف لا وبيننا ماضٍ من الخير وخدمة الدين والوطن؟ كما أن الشيخ المغراوي ثبت تناقضه : حيث كد أنه لا يدعو للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة!! وأمام هذا التجاوز الشرعي والقانوني سأصدر بيانا توضيحيا للرأي العام الوطني بحول الله تعالى. {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون} وأما الذين هددوني بجري للقضاء فأقول لهم: قال الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) فليكن همنا نيل رضوان الله بخدمة وطننا ولن يضرونا إلا أَذًى . جدير بالذكر أن متتبعين ربطوا توجه المغراوي صوب حزب الأصالة والمعاصرة، الغريم السياسي للعدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي، بصفقة أبرمت بين الشيخ ووزارة الداخلية بمباركة "التراكتور"، في إطار دعم مشروع حزب الجرار ومحاربة حزب المصباح. فيما عزا المحللون هذا القرار إلى سعي جهات نافذة إلى إضعاف شعبية حزب العدالة والتنمية وكذا تيار حماد القباج المنسحب من الجمعية الإسلامية لدور القرآن التي يرأسها المغراوي، وهو ما ينذر بصراع محموم بين تيارين دعويين، استُغِلَّا في مواجهة سياسية بين "البام" و"المصباح" للفوز بمقاعد عاصمة النخيل مراكش.