بعد الضجة التي أثارتها تهديدات وجهها محلل نفسي يدعى مامون مبارك الدريبي، لقائد حراك الريف ناصر الزفزافي ب"القتل والقطع"، دخل أخيرا المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري "الهاكا" على الخط، ووجه إنذارا إلى إذاعة "راديو ميد"، بسبب استضافتها للشخص المذكور في حلقة من برنامج "مع المحلل"، يوم 27 ماي الماضي، حيث وجه من خلالها تهديداته. واعتبرت "الهاكا" في إنذارها الموجه إلى "الشركة السمعية البصرية الدولية" المالكة للإذاعة المذكورة، أن الحلقة تضمنت "عبارات ذات حمولة قدحية وتحط من الكرامة على لسان ضيف البرنامج، إزاء أحد المحتجين في إطار الأحداث التي تعرفها بعض مناطق المملكة". وأوضح المجلس الإداري ل"الهاكا"، أن القرار رقم 18-17 جاء بالنظر إلى أن "البرنامج تضمن عبارات، جاءت على لسان الضيف، ذات حمولة قدحية وتحط من الكرامة، وإن كانت غير مرتبطة باسم معين، إلا أن السياق الذي جاءت فيه يمكن ربطها وبشكل واضح ومباشر بأحد المحتجين في إطار الأحداث التي تعرفها بعض مناطق المملكة، وذلك دون تدخل من منشط البرنامج وفق ما يقتضيه واجب التحكم في البث، مما يجعل ما تضمنته الحلقة السالفة الذكر مخالفا للنصوص القانونية والتشريعية الجاري بها العمل". وأضاف المصدر ذاته أن الحلقة السالفة الذكر "قدمت في مجملها تصريحات اعتبرت المشتبه فيه على أنه هو من قام بالمنسوب إليه، وذلك دون ترك مسافة أو مجال للشك أو الاحتمال، من خلال توظيف عبارات من قبيل ما سلف ذكره، مما يجعل المتعهد أخل بالتزاماته المتعلقة باحترام قرينة البراءة، وذلك من خلال إدانة المشتبه فيه بما نسب إليه وتقديمه كذلك للجمهور، رغم أن القضية لازالت معروضة أمام أنظار القضاء". واعتبر المجلس أن "الشركة السمعية البصرية الدولية"، لم تحترم المقتضيات القانونية والتنظيمية السالفة الذكر، وقرر توجيه إنذار لها بهذا الخصوص، كما أمرت الشركة بأن تبث في بداية حلقة برنامجها "مع المحلل" الموالية لتاريخ تبليغها هذا القرار، تلاوة نص الإنذار الموجه إليها ونشره بالجريدة الرسمية. وذكر المصدر ذاته بأن الهيئة العليا للاتصال السمعي توصلت بتاريخ 23 يونيو 2017 برسالة من "الشركة السمعية البصرية الدولية"، تعرض من خلالها مجموعة من المعطيات حول الملاحظات المسجلة سلفا. وكان الدريبي قد هاجم على أثير الإذاعة المذكورة، ناصر الزفزافي، معتبرا في إحدى حلقات برنامج "مع المحلل"، قائلا في تهديداته: "من يتحرك اليوم عمر جدو كان في الفداء وأتحداه أن يثبت العكس.. نتا ماشي ريفي..ريافة الأحرار هوما حنا ولا يمكن تنوب علينا نتا.. حشمت نجمع ولاد عمي ونطلع تما نقطعك والريف بريء منك ومن أتباعك"، وفق تعبيره. وطالب نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" بالتدخل بعد تهديد مامون مبارك الدريبي، للزفزافي ب"القتل والقطع"، وهو ما اعتبره عدد من النشطاء "تهديدا واضحا بالقتل مما يتطلب أيضا إخضاعه للمساءلة القضائية"، مستغربين عدم فتح تحقيق مع هذا "المحلل النفسي". وتساءل عدد من المتتبعين عن السر وراء عدم تحرك النيابة العامة في هذه الحالة رغم أن التحريض فيها على القتل كان واضحا جدا، حيث كانت تهديداته محل استنكار عدد من الفيسبوكيين المغاربة، مطالبين بالتحقيق معه كما حدث مع مدوّنة وعدد من الشاب على خلفية مقتل السفير الروسي.