في أول رسالة يوجهها قائد حراك الريف من داخل زنزانته بسجن عكاشة بالدار البيضاء، أكد ناصر الزفزافي أنه وباقي معتقلي الحراك أبرياء من كل التهم الموجهة إليهم، مخاطبا أبناء الريف بالقول: "لن أخون ولن أساوم ولن أبيع قضيتنا ولو على حساب حريتي وحياتي التي أهديها رخيصة في سبيل تحقيق مطالب ساكنة الريف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحقوقية" . وجدد الزفزافي في رسالة خطية إلى ساكنة الريف وكل أبناء الوطن، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، التأكيد على براءة معتقلي الريف من جميع التهم الموجة إليهم، واصفا إياها بأنها "محض افتراءات ومكائد، لا غرض من ورائها سوى محاولات يائسة لإسكات صوت الحرية الذي خرج منذ استشهاد الشهيد محسن فكري". واعتبر أن تلك التهم تحاول إسكات صوتهم "لفضح المفسدين من سلطات محلية، ومنتخبين، ومسؤولين حكوميين، ودكاكين سياسية، عملت على مدى سنوات على نهب خيراتنا وقمع وتركيع إخواننا وأبنائنا، وإيهامنا بوعود كاذبة حول مشاريع تنموية وهمية وغير قابلة للإنجاز، ولم يسلم من كذبهم ومؤامرتهم حتى ملك البلاد، الذي كان أملنا أن تنكشف حقيقتهم المخزية أمامه ليطبق في حقهم ما يحتمه القانون من عقاب ومحاسبة، في دولة ترفع شعار الحق والقانون، وربط المسؤولية بالمحاسبة". وأشار إلى أن معتقلي الحراك "يرسمون ملامح عظيمة في التضحية والإيثار من أجل إخوانهم وأهلهم ومنطقتهم ووطنهم، وفاء للأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي وسيرا على نهج أحرار الريف من المجاهدين في سبيل استقلال الوطن وكرامة أبنائه". وأضاف الزفزافي بالقول: "أطمئنكم بأني ما هنت في زنزانتي وما صغرت أكتافي أمام سجاني، وكذلك شأن باقي المعتقلين من أبنائكم وبناتكم وإخوانكم وأخواتكم، الذين لم يشهد التاريخ الحديث أعز منهم وأشرف منهم، وأحرص على عزتكم وكرامتكم وحريتكم منهم". الرسالة التي نقلها المحامي والأمين العام للحزب الليبرالي المغربي، محمد زيان، تحت عنوان "رسالة إلى أبناء الريف والوطن"، أوضح فيها الزفزافي أنه خطها "من داخل هذه الزنزانة الصغيرة الموصدة بأبواب الحديد، وأقفال تسعى لسجن الجسد، غير أنها تقف عاجزة عن تكبيل الإرادة والوجدان، وطيف الحرية الذي أبعثه إليكم ليجدد العهد بكم، وبالقسم الذي أديته أمامكم في ساحة الشهداء".