أعلنت السلطات "الإسرائيلية" أن أحد خطوط النقل الحديدي الرئيسية سيظل مغلقا حتى مساء الأحد، لتعذر إنجاز أعمال الصيانة في الوقت المحدد؛ بسبب رفض الأحزاب اليهودية المتشددة المشاركة في الائتلاف الحكومي القيام بأي عمل أثناء عطلة السبت. وفي كل أسبوع، تتوقف حركة القطارات بالكامل في إسرائيل أثناء عطلة السبت، التي تبدأ مساء الجمعة وتنتهي مساء السبت، ولكن مواصلة أعمال الصيانة على خط قطارات تل أبيب-حيفا في يوم العطلة أثار أزمة داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الائتلافية؛ إذ إن الأحزاب اليهودية المتشددة فرضت عدم القيام بأي عمل يوم السبت. واذا كان عشرات آلاف الركاب سيدفعون فاتورة هذا التعطيل، فإن هذه الأزمة ما هي إلا نموذج عن التوترات القائمة بين العلمانيين والمتدينين في المجتمع الإسرائيلي. وكان من المفترض أن تتواصل أعمال الصيانة على خط تل أبيب-حيفا يوم السبت، لكن نتنياهو رضخ لضغوط حلفائه المتشددين دينيا، وأمر مساء الجمعة، قبيل بدء عطلة السبت، بأن تتوقف كل أعمال الصيانة المقررة السبت، متعهدا حل المسألة في غضون 72 ساعة، كما أعلن مكتبه. وإثر قرار رئيس الوزراء، أعلنت شركة السكك الحديد "الإسرائيلية" على موقعها الإلكتروني أن خط تل أبيب-حيفا لن يعود إلى الخدمة قبل مساء الأحد ريثما تنتهي أعمال الصيانة. وكانت الأحزاب اليهودية المتشددة هددت الأسبوع الماضي بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا ما تواصلت أعمال الصيانة خلال عطلة السبت. وتتمتع حكومة نتنياهو بأغلبية ضئيلة في الكنيست (67 مقعدا من أصل 120)، بينها 13 مقعدا يشغلها حزبا شاس ويهودية التوراة الموحدة، ما يعني أن انسحاب هذين الحزبين الدينيين المتشددين من الائتلاف الحكومي كفيل بالإطاحة به. ولكن رضوخ نتنياهو لضغوط المتدينين جعله في مواجهة مع العلمانيين؛ إذ إن قراره وقف أعمال الصيانة دفع بالمئات إلى التظاهر مساء السبت أمام محطة قطارات رئيسية في تل أبيب، بحسب مشاهد بثتها قنوات التلفزيون. ونشرت تسيبي ليفني القيادية في ائتلاف "الاتحاد الصهيوني" المعارض، على صفحتها على فيسبوك، شريط فيديو يظهر مشاركتها في التظاهرة، واتهامها حكومة نتنياهو ب"تغليب مصالحها السياسية على المصلحة العامة". ومساء السبت، اتهم نتنياهو وزير النقل إسرائيل كاتز، أحد خصومه في حزب الليكود الذي يتزعمه، بالوقوف وراء الأزمة، مؤكدا أن الوزير تقصّد أن تجري أعمال الصيانة يوم السبت؛ من أجل افتعال أزمة مع الأحزاب اليهودية المتشددة.