لليوم السادس على التوالي خلال شهر رمضان الجاري، احتشد آلاف النشطاء بمدينة الحسيمة في حي سيدي عابد الشعبي، مساء أمس الخميس بعد صلاة التراويح، استمرارا لاحتجاجاتهم المنددة للاعتقالات التي طالت نشطاء الحراك الشعبي بالريف. المتظاهرون الذين حولوا مركز احتجاجاتهم إلى حي سيدي عابد الذي يوجد في حي شعبي كبير بالحسيمة، بدل ساحة محمد السادس التي كانت مسرحا لاحتجاجات حاشدة طيلة الأشهر الماضية، رفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح ناصر الزفزافي، قائد الحراك، وباقي النشطاء المعتقلين. وحمل المحتجون صورا للزفزافي والخطابي وأعلام الريف بحضور وسائل إعلام دولية من إسبانيا وفرنسا ودول أخرى، مرددين هتافات: "يا مخزن سمع سمع.. ما بقيتيش كتخلغ"، "بالروح بالدم.. نفديك يا ناصر"، "يا المخزن حذاري.. كلنا الزفزافي"، "هي كلمة واحدة.. هاذ الدولة فاسدة"، "حرية كرامة.. عدالة اجتماعية"، "الشعب يريد.. سراح المعتقل"، "باركا باركا.. الرشوة والفساد.. راكوم شوهتو البلاد". وفي بادرة لافتة، قام نشطاء الحراك بتنظيف ساحة الاحتجاج مباشرة بعد انتهاء الوقفة، معتبرين أن هذا الفعل هو تجسيد لسلمية وحضارية احتجاجاتهم المتواصلة منذ أزيد من نصف عام، عقب مقتل بائع السمك محسن فكري داخل شاحنات نفايات، حيث لاقت صور تنظيف ساحة حي سيدي عابد تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي السياق ذاته، خرج المتظاهرون في مدن طنجة والناظور وأكادير ووجدة ومرتيل والفنيدق وبركان وبني بوعياش ومدن أخرى، إضافة إلى المناطق المحيطة بالحسيمة، بعد صلاة التراويح أمس الخميس، تضامنا مع حراك الريف ودعما للمعتقلين، فيما تعرضت بعض الوقفات لتدخلات أمنية واعتداءات من طرف من يوصفون ب"البلطجية"، خاصة في حي بني مكادة بمدينة طنجة الذي شهد مطاردات وحالة كر وفر.