احتشد نشطاء مغاربة أمام مبنى السفارة المغربية بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم السبت، تضامنا مع معتقلي الفيسبوك الذين خاضوا إضرابا عن الطعام لمدة 10 أيام، مطالبين بالإفراج الفوري عن المعتقلين. المحتجون ناشدوا الملك محمد السادس التدخل لإصدار عفو عن المعتقلين وضمان حياد القضاء، مرددين هتافات من قبيل: ""وسطيين وسطيين.. ماشي إرهابيين"، "المعتقل ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح". الناشطة فاطمة النهاري، قالت في كلمة لها بالوقفة، إن الذي جعلهم يخرجون في هذه الخطوة الاحتجاجية الرمزية، "هو إحساس المعتقلين بالظلم وأنهم سُجنوا بسبب خطأ"، مشيرة إلى أن أي واحد آخر من الشباب المعتدلين كان من الممكن أن يكون في السجن. وأضافت بالقول: "الشباب المعتقلين يشاركون في الحياة السياسية ولم يقوموا بأي شيء يستحقون عليه الدخول إلى السجن، ونتساءل لماذا كان الشباب المعتقلون مراقبون دون غيرهم ممن نشروا أشياء أفظع عن مقتل السفير الروسي بتركيا"، لافتا إلى أن "هذه التصرفات تصنع جيلا حاقدا على الدولة". وطالبت المتحدثة بمتابعة المعتقلين بقانون الصحافة والنشر عوض قانون الإرهاب، مردفة بالقول: "نتمنى أن يتدخل الملك لإصدار عفو لأن هذا ظلم، ولو كنا في دولة ديمقراطية واعترف فيها وزير بوجود خطأ في الملف، لتم الاعتذار للشباب وتقديم تعويض لهم". وفي نفس الصدد، اعتبر الناشط عبد الغني بنعزوز في كلمة له بالوقفة، أن القضاء تأثر بالبلاغ المشترك بين وزارتي العدل والداخلية، مطالبا الملك بالتدخل من أجل الحرص على أن يكون هناك حياد حقيقي في القضاء، مضيفا بالقول: "لا يمكننا اليوم أن نتراجع عن سقف مغرب الحرية والكرامة الذي حدده المغاربة والملك". إلى ذلك، أعلنت شبيبة العدالة والتنمية، عن خروجها مجددا أمام البرلمان، في وقفة احتجاجية ثانية يوم الثلاثاء المقبل على الساعة الثانية زوالا، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح الشباب المعتقلين منذ أكثر من 6 أشهر بتهمة الإشادة والتحريض على الإرهاب. وأعلن شباب الفيسبوك المعتقلين على خلفية تدوينات فايسبوكية، أمس الجمعة، تعليقهم للإضراب عن الطعام بعد مرور 10 أيام على خوضهم هذه الخطوة التصعيدية، وذلك استجابة لنداء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران. وقال عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الفيسبوك، محمد أمكراز، في تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك"، إن الشباب أعلنوا خلال زيارته لهم بسجن سلا 1، بعد أن نقل إليهم مناشدة الأمين العام عبد الإله بنكيران، وبعد أكثر من ساعتين من النقاش، (أعلنوا) عن تعليق إضرابهم عن الطعام. يُشار إلى أن المحامي عبد الصمد الإدريسي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الفيسبوك، كشف أمس الخميس، أن المعتقلين الذين وصلوا لليوم العاشر من الإضراب على الطعام على التوالي، فقدوا 30 كيلوغراما من أوزانهم، بسبب وضعهم الصحي المتدهور، مشيرا إلى أن المعتقل يوسف الرطمي فقد 9 كلغ، وعبد الإله الحمدوشي 7 كلغ، أحمد الشطيبات 6 كلغ، محمد بنجدي 4 كغ، محمد حربالة 4 كلغ. ولا زالت الاحتجاجات المنددة باستمرار اعتقال شباب الفيسبوك، تتزايد لتشمل مدنا جديدة، حيث احتشد العشرات من المتظاهرين في وقفات تضامنية مع الشباب المضربين عن الطعام لليوم العاشر على التوالي، وذلك في كل من الدارالبيضاء وطنجة ومراكش والدريوش وسطات وتاوريرت والرباط وتطوان وبنجرير وطنجة ومدن أخرى. وأعلن اول أمس الخميس بالرباط، عن تأسيس لجنة للدفاع عن معتقلي الفيسبوك، حيث تم اختيار الحقوقية والكاتبة اليسارية لطيفة البوحسيني منسقة للجنة.