دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كل من المغرب والجزائر إلى فتح الحدود بين البلدين، كما طالبت بوقف أزمة اللاجئين السوريين في المنطقة الحدودية، ودعت المغرب لاستقبالهم والسماح لهم بدخول أراضيهم، وكذا توفير الحماية لهم وتمتيعهم بكل الحقوق المكفولة لهم دوليا. واعتبر بيان للمكتب المركز للجمعية الحقوقية، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن اللاجئين السوريين يعيشون "وضعية مأساوية" بالمنطقة الحدودية تاغلة بفكيك، وأنه بينهم أطفال ونساء، تم ترحيلهم إليها مباشرة بعد دخولهم إلى المغرب قادمين من الجزائر؛ حيث قامت السلطات المغربية بمحاصرتهم، منذ أكثر من أسبوع، في منطقة صحراوية خلاء تنعدم فيها شروط العيش في مستوياته، وفق تعبير بيان الجمعية. واعتبر رفاق أحمد الهائج أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تتابع "بقلق واستنكار بالغين، الوضعية المأساوية، التي يوجد عليها مجموعة من اللاجئين السوريين، بالمنطقة الحدودية تاغلة بفكيك، يتجاوز عددهم الستون". وأضاف البيان ذاته "والجمعية إذ تذكر الدولتين الجزائرية والمغربية بالتزاماتهما الدولية في حماية اللاجئين/ات بموجب اتفاقية جنيف، الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال ترحيلهم أو مساءلتهم حول طريقة دخولهم إلى التراب الوطني، وبكل الاتفاقيات الأخرى الموقعة من طرف البلدين خاصة اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة، فإنها تحملهما مسؤولية الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية للاجئين السوريين الموجودين بالمنطقة الحدودية بفكيك، والتي قد تمس حقهم المقدس في الحياة، في ظل الحرارة المفرطة التي تعرفها المنطقة وغياب الشروط الصحية والدعم الطبي؛ خاصة وأن بين المجموعة نساء اضطرت إحداهن للوضع في غياب أية مساعدة طبية، وأطفال في حاجة للرعاية والحماية". وشدد على أن اللاجئين "يعتمدون في تغذيتهم على المساعدات التي يتوصلون بها من طرف ساكنة المنطقة، التي أبانت عن مستوى عال من التضامن، رغم منعها من التواصل المباشر مع هؤلاء المهاجرين، ومن ايصال كل المعونات والمساعدات التي تحاول تقديمها لهم". وطالب الجمعية الحقوقية ذاتها، بتوفير الدعم النفسي والطبي للاجئين العالقين في المنطقة الحدودية، ودعت إلى معالجة ملف الهجرة وفقا لالتزامات الدولة المغربية، وللمقاربة الحقوقية والإنسانية المعلنة في التصريحات الرسمية. إلى ذلك، جددت التذكير بأنه "في ظل استمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، ما فتئت الجمعية تسجل، عبر فروعها بالمنطقة، تواتر انتهاكات حقوق اللاجئين عندما يضطرون للمرور عبر هذه الحدود طلبا للجوء والحماية؛ إذ ليست هذه المرة الأولى التي تجري فيها محاصرة اللاجئين السوريين ومنعهم من دخول البلدين وتعريضهم لكل المخاطر، فلا زلنا نتذكر أفراد العائلتين السوريتين، الذين بقوا عالقين على الحدود لمدة شهر كامل، في الوقت الذي تتبادل فيه السلطات في البلدين الاتهامات ويتم توظيف الملف سياسيا"، يورد البيان.