دعا الكاتب والباحث في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، الى ضرورة "فتح نقاش حول خطبة الجمعة، باعتبارها منصة يستمع لها الملايين كل أسبوع، ليعرف الخطيب ما يمكنه مناقشته وما لا يمكنه طرحه، و لنستفيد من هذا المنبر في تأطير المجتمع، ولتحافظ الخطبة على جاذبيتها، بدل هذا التذمر الحاصل اليوم من كل الفئات والتيارات." وأوضح رفيقي، في تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك"، أنه "لا تكاد تمر جمعة إلا وأقرأ تدوينة بل تدوينات متذمرة من خطيب الجمعة ومن مضمون خطبته، بل إنني شخصيا أشعر بتذمر أسبوعي من المواضيع التي يتناولها الخطيب، ولا أشعر بأي رغبة في الإقبال على الخطبة ولا الاهتمام بمضمونها." وبالمقابل، أشار رفيقي الى أن "خطيب الجمعة لا يمكنه الحديث في السياسة، لأنها مجال التنافس وتدبير الخلاف، والخطيب ملك للجميع، وموقف الحياد من كل المتنافسين السياسيين واجب ولازم"، مضيفا أن "خطيب الجمعة لا يمكنه التدخل في قضايا خلافية داخل المجتمع، لأنه يأخذ أجرته من دافعي الضرائب، وهؤلاء لهم مواقف مختلفة، فليس له أن يرجح رأي بعضهم على بعض." وتابع "أبو حفص"، قائلا: إن "دور خطيب الجمعة قد تقزم كثيرا مع شكل الدولة الحديثة ودولة المؤسسات،فكثير مما كان يمكن للخطيب أن ينكره او يرفضه، لا يمكن استنكاره اليوم إلا عن طريق المؤسسات المنتخبة وهيئات الرقابة والقضاء"، مؤكدا في السياق ذاته، أنه "حتى رأي الفقيه والشرعي في قضايا مجتمعية أصبح محصورا مع وجود المؤسسات الممثلة لهؤلاء الفقهاء، والتي تشارك في صنع القرار وتبدي رأيها بشكل رسمي بعيدا عن إشراك المصلين يوم الجمعة في مثل هذا النقاش." وشدد المتحدث ذاته، على أن "خطيب الجمعة لا يمكن أن يتحدث اليوم عن أهوال القبور والشجاع الأقرع، فالقنوات الفضائية قد حققت الإشباع في مثل هذه المواضيع، فضلا عما يتضمن غالبا مثل هذا الخطاب من خرافات وأباطيل،" مضيفا أنه "لا يمكن ان يحول خطبته لدرس فقهي، ويتفرع في قضايا دينية لا يمكن لعموم المصلين فهمها ولا استيعابها." وتساءل رفيقي، قائلا: "فإذا كان خطيب الجمعة لا يمكنه الحديث في كل هذه المواضيع ففيم يتحدث إذن؟ أستكون كل خطبه حديثا عن الأخلاق والمثل والقيم؟."