أدانت الجامعة العربية قرار الحكومة الإسرائيلية الموافقة على إنشاء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، معتبرا أن القرار يعكس نوايا إسرائيل الحقيقية إزاء الفلسطينيين والتسوية السلمية. وقال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان له، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لتسميم الأجواء لتفادي إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين ، معتبرا أن هذه الخطوة تشير بجلاء إلى أن الحكومة الإسرائيلية ليست شريكا حقيقيا في تحقيق السلام. وأوضح أن تلك الحكومة صارت أسيرة لجماعات الاستيطان المتطرفة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتبنى أجندتها بصورة كاملة، حيث لا هم له سوى إرضاء هذه الجماعات التي لا تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وتسعى، من خلال تكثيف البناء الاستيطاني، إلى تقويض أي أفق محتمل لتحقيق حل الدولتين في المستقبل. وأضاف، في هذا الصدد، أن البناء الاستيطاني توسع بصورة سرطانية في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية منذ توقيع اتفاقية أوسلو وإلى اليوم، إلا أن قرار الحكومة الأخير بتسمية مستوطنة جديدة في سابقة هي الأولى منذ 20 عاما يكشف عن مدى استهانتها بالإجماع الدولي الرافض للاستيطان والداعي إلى وقفه، وإمعانها في تحدي الإرادة الدولية بوجه مكشوف. كما أشار أبو الغيط إلى أن الدول العربية أعلنت موقفها في قمة الأردن وإعلانها الختامي بالتضامن الكامل مع الفلسطينيين وحقهم المشروع في إقامة دولتهم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك تأسيسا على مبادرة السلام العربية، وانطلاقا من حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى التسوية المنشودة، مضيفا أن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية تكشف كل يوم عن غياب أي رغبة لديها في أن تكون شريكا في إحلال السلام الدائم والعادل في المنطقة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صادق، الأسبوع الماضي، على قرار بناء أكثر من ألفي وحدة سكنية إضافية في مستوطنات يهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. وقد أعطت الحكومة الإسرائيلية، أول أمس الخميس، الضوء الأخضر لبناء مستوطنة جديدة ستكون الأولى التي يتم بناؤها برعاية الحكومة منذ أكثر من عشرين عاما، على الرغم من الانتقادات الدولية الحادة ودعوة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحد من الاستيطان.