دعا عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بلال التليدي، إلى خلق شروط عودة الدور السياسي القوي لعبد الإله بنكيران داخل الحزب، معتبرا أن الخيارات أصبحت واضحة اليوم، وتتمثل في الاستجابة لمطلب الخصوم السابق عبر الفصل بين رئاسة الحكومة والأمانة العامة للحزب. وأوضح التليدي في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك تحت عنوان "في مطلب الفصل بين رئاسة الحكومة وأمانة الحزب"، أن خصوم الحزب كانوا بالأمس القريب يخوضون حربا إعلامية من أجل محاولة إلزام الحزب باحترام قانونه الأساسي الذي يقضي يعدم تجاوز الأمين العام لولايتين، ويرون أن المشكلة تكمن في التطابق بين مسؤولية بنكيران لرئاسة الحكومة والأمانة العامة للحزب. واعتبر أن من بين الانتقادات التي كان يوجهها خصوم العدالة والتنمية إليه، ضرورة الفصل بين رئاسة الحكومة وأمانة الحزب، وأن رئيس يستغل موقعه كرئيس حكومة ليمرر خطابات حزبه، وأنه الحكومة يتحدث باسم الحكومة حينا ويتحدث باسم حزبه حينا آخر. وأشار إلى أن هذا المنطق انقلب اليوم، "فصاروا يتحدثون عن إطلاق سلطة رئيس الحكومة حتى في تدبير شؤون الحزب وتقييد سلطة الأمين العام حتى لا يتدخل في تشكيل الحكومة مع مساطر الحزب تعطيه هذا الهامش من الدور". وأضاف أن اليوم، وبعد أن صار بنكيران خارج تدبير قضية الحكومة، الجواب العملي بعد أن ينتهي مسار تشكيل الحكومة وتنصب، أن يطرح للنقاش ترسيم العودة السياسية القوية لعبد الإله بنكيران كأمين عام للحزب لولاية ثالثة. وتابع قوله: "هناك مناضلون حساسون جدا من إحداث أي تغيير بما يمس صورة الديمقراطية الداخلية للحزب، لكن من هؤلاء الحساسين جدا، من سارع إلى تبرير التحول في خط الحزب السياسي وشروط إدارة التفاوضات بحجة مسايرة التحولات وتدبير الإكراهات". وشدد المتحدث على أن متطلبات تدبير الإكراهات في هذه المرحلة تقتضي الحفاظ على تماسك الحزب، وتقوية مناعته الديمقراطية، وأن يرسخ منطق الإزواجية، وتييسر كل الشروط لعودة قوية ودور سياسي قوي لعبد الإله بنكيران، مردفا بالقول: "ألم يقل الدكتور سعد الدين العثماني يوما أنه لا ينبغي أن نبني على أنفسنا الجدران التي تمنعنا من التقدم إلى الأمام". واعتبر أن الموقف الأخلاقي الذي يعبر عنه بنكيران بالابتعاد عن تدبير قضية تشكيل الحكومة هو موقف متفهم اليوم، مبررا ذلك بكون "الرجل يريد أن يتيح الفرصة لسعد الدين العثماني ليشكل الحكومة بإرادته من غير تدخل أو تشويش عليه، وحتى لا يحسب عليه الخلط بين مصلحة الحزب ومصلحة الشخص". وأردف بالقول: "لكن هذه الوضعية الاستثنائية والمحدودة في الزمن، ترتفع بارتفاع شروطها، فإذا تشكلت الحكومة، فأول ما ينبغي التفكير فيه، خلق شروط عودة الدور السياسي القوي لعبد الإله بنكيران داخل الحزب"، وفق تعبيره.