على عكس اللقاءات التشاورية التي جمعت رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بعدد من زعماء الأحزاب السياسية في الجولة الأولى من مشاورات تشكيل الحكومة، والتي كانت تدوم أكثر من ساعة ونصف، تميزت اللقاءات التشاورية التي أطلقها سعد الدين العثماني مع مختلف الفرقاء السياسيين بقِصر مدتها، حيث لم تكن تتعدى الجلسة الواحدة 30 دقيقة. وعلى عكس مشاورات بنكيران أيضا التي كان يستقبل فيها حزبا كل يوم أو يومين، عمد رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني، إلى الاستماع إلى رأي جميع الأحزاب الممثلة بفريق نيابي في البرلمان في يوم واحد، حيث التقى مع 6 ممثلين عن الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان في ظرف 8 ساعات. وبحسب مصدر مقرب من مشاورات تشكيل الحكومة، فإن لقاءات العثماني بزعماء الأحزاب كانت ودية وعادية ولم يتم خلالها مناقشة أمر تشكيل الحكومة بشكل مفصل، في حين كان لقاءه بزعيم البام بعيدا عن أمر تشكيل الحكومة وتحدث الطرفان عن السياسة بشكل عام. وبحسب المصدر ذاته، فإن العثماني سيطلق جولة جديدة من المفاوضات مع الأحزاب التي يريد أن تكون في حكومته المقبلة، حيث من المتوقع أن يناقش معها تفاصيل المشاركة سواء على مستوى الأحزاب المشاركة في التحالف المقبل أو على مستوى الحقائب الوزارية. وينتظر أيضا، في السياق ذاته، أن تعقد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لقاءً استثنائيا من أجل الاستماع للتقرير الذي سيتقدم به العثماني أمام أعضاء الأمانة التي كلفها المجلس الوطني للحزب بملف تدبير المفاوضات مع الفرقاء السياسيين. وستكون للأمانة العامة لحزب البيجيدي الكلمة الفصل في تحديد التحالفات المقبلة، والتي يُتوقع أن تعرف تغيرات مهمة من شأنها التعجيل بتشكيل الحكومة، التي فشل رئيس الحكومة السابق في تشكيلها على مدى 5 أشهر في ظل تشبث تحالف أخنوش بشروطه والتي على رأسها مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي، وهو الأمر الذي كان بنكيران يرفضه بشدة.