احتفاء بمرور 600 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين تركياوبولونيا، أقامت سفارتا البلدين بالرباط والمركز الثقافي التركي، اليوم الأربعاء بمقر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، معرضا للوثائق التاريخية وحفلا موسيقيا. وضم معرض الوثائق بالخصوص مجموعة من المراسيم والفرمانات المعززة بالصور، التي تعرض لمراحل متنوعة من تاريخ الإمبراطورية العثمانية وعلاقاتها بعدد من الدول من قبيل بولونيا والعالمين العربي والإسلامي (تشييد قلعة بنابلس في فلسطين، وخريطة لسكة حديد الحجاز، وتقييد اليهود المطرودين من إسبانيا والبرتغال سنة 1549 ولجوئهم إلى الدولة العثمانية في دفتر التحرير مع ذكر المحلات والأحياء التي قدموا منها ...) . وفي ما يتعلق بعلاقة الإمبراطورية العثمانية بالمغرب، تضمن المعرض "رسالة من حاكم المغرب (في 1740) إلى السلطان العثماني يتمنى فيها بقلب صادق أن يتحقق للدولة العثمانية النصر على أعدائها"، وكذا "أمر سلطاني (في 1886) بتعيين سفير من جانب الدولة العثمانية في المغرب بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين"، و"رسالة من الحاكم المغربي (في 1788) إلى الصدر الأعظم العثماني، يبين فيها الحاكم أنه صديق لأصدقاء الدولة العثمانية وعدو لأعدائها، ويبلغه أنه في حالة قيام السويد والدنمارك وانجلترا والبرتغال بتقديم المساعدة إلى روسيا بقصد العداء ضد الدولة العثمانية، فإنه سيقطع علاقاته مع هذه الدول ويمنع دخول سفنها إلى الموانئ المغربية، كما يتضح أنه أرسل سفينة محملة بملح البارود مساعدة للدولة العثمانية". أما بخصوص الحفل الموسيقي، فقد تضمن العديد من المعزوفات للثنائي التركي "كازوفا"، الذي يتشكل من سيرين أكيولداش (سوبرانو) وأونور نفشيهير (بيانو)، والذي بدأ يشارك منذ سنة 2000 في مهرجانات عالمية للجاز من قبيل المهرجان الدولي لتيرانا، والمهرجان الدولي للجاز بأبولونيا، والمهرجان الدولي لبيانو بأنطاليا، وأيام الجاز بالبوسفور، فيما أدى ثنائي بولوني معزوفات من موسيقى الجاز، ضمت قطعا موسيقية للفنان البولوني الراحل كرزيسزتوف كوميدا (1931-1969). ويتشكل الثنائي البولوني من ماسيج أوبارا الذي يعمل على تطوير موسيقاه إلى جانب فنانين من نيويورك وأوروبا ويشتغل منذ ثلاث سنوات ضمن رباعي بولوني نرويجي، ومن دومينيك فانيا الذي تابع دراسته الكلاسيكية للجاز في "نيو إنغلند كونسرفاتوري" ببوسطن، وهو ما ساعده على تطوير قدراته الفنية على الارتجال. وشدد سفيرا الجمهوريتين التركية والبولونية المعتمدان بالمغرب، في كلمتين في مستهل الحفل، على أواصر التاريخ المشترك بين البلدين منذ أزيد من ستة قرون، والصداقة المتينة التي تربط بين شعبيهما على مدى قرون من الزمن تعاقبت فيها ممالك وإمبراطوريات، وشهدت أزمات وحروبا كما عرفت فترات سلام وازدهار.